كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6945 - سعدُ: كنَّا مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - ستةُ (أنفارٍ) (¬1)، فقال المشركون لهُ: اطرد هؤلاء لا يجئرون علينا، قال: وكنتُ أنا وابنُ مسعودٍ ورجلٌ من هذيلٍ وبلالٌ ورجلانِ لستُ أسميهما، فوقعَ في نفسِ النبيِّ ما شاء الله أن يقع، فحدّث نفسهُ، فأنزل الله: {وَلا تَطْرُدِ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَه} [الأنعام: 52]. لمسلم (¬2).
¬_________
(¬1) في (ب): نفرًا.
(¬2) مسلم (2413).
6946 - وعنه: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} [الأنعام: 65] فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنها كائنةٌ ولم يأتِ تأويلها بعدُ)). للترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) الترمذي (3066).وقال الألباني: ضعيف الإسناد ((ضعيف الترمذي)) (592).
6947 - أُبيٌّ: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ} الآية، قالُ: هُنَّ أربعٌ، وكلُّهنَّ عذابٌ، وكلُّهنَّ واقعٌ لا محالةَ، فمضت اثنتان بعد وفاة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بخمسٍ وعشرين سنةٍ فألبسوا شيعًا، وذاقَ بعضهم بأس بعضٍ، وبقيت اثنتانِ واقعتانِ لا محالةَ؛ الخسفُ والرجمُ. لأحمد، وفي الأصل، الظاهرُ أنَّ قولهُ فمضت اثنتان إلى آخره من قول رفيعٍ، فإنَّ أبُيّ بن كعبٍ لم يتأخر إلى زمن الفتنة، والله أعلمُ (¬1).
¬_________
(¬1) أحمد 5/ 135، وقال الهيثمي 7/ 21: رجاله ثقات.
6948 - جابرُ قالَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - لما نزلت: {قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَاباً مِنْ فَوْقِكُمْ} قال: ((أعوذُ بوجهك)) {أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُم} قال: ((أعوذُ بوجهك))، فلمَّا نزلت: {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْض} [الأنعام: 65] قال: ((هاتان أهونُ وأيسرُ)). للبخاري والترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (7313).
6949 - ابنُ مسعودٍ: لمَّا نزلت: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ} [الأنعام: من الآية82] شقَّ ذلك على المسلمين، وقالوا: أيُّنا لا يظلمُ نفسهُ؟
فقال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: ((ليس
-[129]- ذاك إنما هو الشركُ، ألم تسمعُوا قول لقمان لابنه: {يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِالله إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: من الآية13])). للشيخين والترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (3429)، ومسلم (124).

الصفحة 128