كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6968 - ولابن أحمد عن أُبيّ بن كعبٍ: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ} [الأعراف: 172] الآية: قال جمعهم فجعلهم أرواحًا، ثمَّ صورهم فاستنطقهم فتكلموا، ثمَّ أخذوا عليهمُ العهد والميثاق {وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى} [الأعراف: 172] قال: فإني أشهدُ عليكمُ السمواتِ السبعَ، وأشهدُ عليكم آباءكم أن تقولوا يوم القيامةِ لم نعلم بهذا، اعلموا أنهُ لا إله غيري، ولا ربَّ غيري، ولا تُشركوا بي شيئًا، إني سأرسلُ إليكم رسلي يذكرونكُم عهدي وميثاقي، وأُنزلُ عليكُم كُتبي، قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا ربَّ لنا غيرك، ولا إله لنا غيرك، فأقروا، ورفع عليهم آدمُ عليهِ السلامُ لينظر إليهم، فرأى الغنىَّ والفقير وحسن الصورة ودون ذلك، فقال يا ربِ: لولا سويتَ بين عبادك؟
قال: إني أحبُّ أن أشكر، ورأى الأنبياءَ فيهم مثلُ السرجِ عليهم، وخصوا بميثاقٍ آخر في الرسالةِ والنبوة وهو قولهُ: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ - إلى قوله- وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ} [الأحزاب: 7] كان في تلك الأرواحِ فأرسلهُ إلى مريم فحدّث عن أبي أنهُ دخلَ مِن فيها (¬1).
¬_________
(¬1) أحمد (5/ 135) زوائد المسند. قال الهيثمي (7/ 25): رواه عبد الله بن أحمد، عن شيخه محمد بن يعقوب الربالي، وهو مستور وبقية رجاله رجال الصحيح. وحسنه الألباني في المشكاة (122).
6969 - وللترمذي عن أبي هريرةَ رفعهُ: ((لمَّا خلق الله آدمَ مسحَ ظهرهُ فسقطَ من ظهره كلُ نسمةٍ هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامةِ، وجعلَ بينَ عينيّ كلِ إنسانٍ منهم وبيصًا من نورٍ، ثم عرضهُم على آدم، فقال: أي رب
-[133]- من هؤلاء؟
قال: ذريتك: فرأى رجلاً منهم فأعجبهُ وبيصُ ما بينَ عينيهِ، فقالَ أي رب: من هذا؟
قال: داود، فقال: رب كم جعلت من عمرهِ؟
قالًَ ستينَ سنةً، قالَ رب: زدهُ مِن عمري أربعينَ سنةً، فلمَّا انقضى عمرُ آدم إلا أربعينَ جاءهُ ملكُ الموتِ، فقال آدمُ أو لم يبقَ من عمري أربعينَ سنةً؟
قال: أو لم تعطها ابنك داودَ؟
فجحدَ آدمُ فجحدت ذريتُه، ونسى آدمُ فأكل من الشجرة فنسيت ذريتهُ، وخطئ فخطئت ذريتُه)) (¬1).
¬_________
(¬1) الترمذي (3076). قال الترمذي: حسن صحيح. وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2683).

الصفحة 132