كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6993 - النعمانُ بنُ بشير: كنتُ عند منبر النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقال رجلٌ: ما أبالي أن لا أعملَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أسقي الحاج وقال آخرُ: ما أبالي أن لا أعملَ عملاً بعد الإسلام إلا أن أعمر المسجدَ الحرامَ، وقال آخرُ: الجهادُ في سبيل الله أفضلُ مما قلتُم، فزجرُهم عمرُ وقال: لا ترفعوا أصواتكم عند منبرِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - وهو يومُ جمعةٍ، ولكن إذا صليتُ الجمعةَ دخلتُ فاستفتيتُهُ فيما اختلفتم فيهِ، فنزل: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِالله} [التوبة: 19] إلى آخرها. لمسلم (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (1879).
6994 - عديُّ بنُ حاتمٍ: أتيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - وفي عنقي صليبٌ من ذهبٍ، فقال يا عديّ: اطرح عنك هذا الوثنَ، وسمعتُهُ يقولُ: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ الله} [التوبة: 31] قال: ((إنهم لم يكونوا يعبدونهم ولكنهم كانُوا إذا أحلُّوا لهم شيئًا استحلُوهُ، وإذا حرموا عليهم شيئًا حرموهُ)). للترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) الترمذي (3095)، قال الألباني: حسن ((صحيح الترمذي)) (2471).
6995 - زيدُ بنُ وهبٍ: مررتُ بالربذة فإذا بأبي ذرٍ، فقلتُ لهُ: ما أنزلك منزلك هذا؟
قال: كنتُ بالشامِ فاختلفتُ أنا ومعاوية في هذه الآية: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ الله} [التوبة: 34] فقال معاويةُ: نزلتْ في أهلِ الكتابِ، فقلتُ: نزلت فينا وفيهم، فكان بيني وبينه في ذلك كلامٌ، فكتب إلى عثمان يشكوني، فكتب إلىَّ عثمانُ أن أقدم المدينةَ، فقدمتُها، فكثر علىَّ الناسُ حتى كأنهم لم يروني قبل ذلك، فذكرتُ ذلك لعثمان، فقال لي: إن شئت تنحيتَ وكنتَ قريبًا، فذاك الذي أنزلني هذا المنزل، ولو أمَّروُا علىَّ حبشيًا لسمعتُ وأطعتُ. للبخاري (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (1406).

الصفحة 138