كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6996 - ابنُ عباسٍ: لمَّا نزلت: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ} [التوبة: 34] كبر ذلك على المسلمين، فقال عمرُ: أنا أفرجُ عنكم، فانطلق فقال: يا نبي الله إنُه كبر على أًصحابكَ هذه الآيةُ، فقال: ((إنَّ الله لم يفرض الزكاةَ إلاَّ لطيِّب ما بقى من أموالكُم، وإنما فرض المواريث، وذكر كلمةً لتكون لمن بعدكم))، فكبر عمرُ ثمَّ قال لهُ: ((ألا أخبرك بخير ما يكنزُ المرءُ؟ المرأة الصالحة، إذا نظر إليها سرتهُ، وإذا أمرها أطاعتْهُ، وإذا غاب عنها حفظتهُ)). لأبي داود (¬1).
¬_________
(¬1) أبو داود (1664). وقال الألباني في ضعيف أبي داود (363): ضعيف.
6997 - ابنُ عمرو بن العاص: كانت العربُ يحلون عامًا شهرًا وعامًا شهرين، ولا يصيبون الحج إلا في كلِّ ستةٍ وعشرين سنةً مرةً، وهو النسيءُ الذي ذكرهُ الله تعالى في كتابهِ، فلمَّا كان عامُ حج أبو بكرٍ بالناسِ، وافق ذلك العامُ الحجَ، فسماهُ الله الحجُ الأكبرُ، ثم حجَّ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - من العامِ المقبلِ، فاستقبل الناسُ الأهلةَ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ الزمان قد استدار كهيئتهِ يوم خلق الله السمواتِ والأرض)). للأوسط (¬1).
قلتُ لعلهُ إلا في كلِّ ستةٍ وثلاثين سنةً، لأن الباعث لهم على الإِنساءِ وهو أن يأتي الحجُّ كلَّ عامٍ في زمن الثمار ليجلبها عليهمُ الحجاج، إنما يقتضي أن يستدير الحجُ في تسع ذي الحجةِ في كلِ ستٍ وثلاثين تقريبًا، فلو أحلُّوا محرمًا في عامٍ ومحرمًا وصفر في الثاني، ومحرمًا فقط في الثالث وحجوا في تاسع الحجة في الأعوامِ الثلاثة، ثم أحلُّوا صفر وربيع في الرابع وصفر فقط في الخامس، وصفر وربيع في السادس، وحجُّوا في تاسعِ المحرم في هذه الثلاثة، وهكذا في بقيتها، فإنَّ عود الحجِ إلى تاسعِ ذي القعدة إنما يكونُ في تلك المدةِ، وبهذه يكونُ للحديث معنى صحيحٌ. والله أعلم.
¬_________
(¬1) رواه الطبراني في الأوسط (2909). قال الهيثمي (7/ 32): رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات.
6998 - ابنُ عباسٍ: {لا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالله وَالْيَوْمِ الْآخِرِ} الآية [التوبة: 44]، فنسختها التي في النورِ {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِالله وَرَسُولِهِ - إلى غَفُورٌ رَحِيمٌ [النور: 62]. لأبي داود (¬1).
¬_________
(¬1) أخرجه أبو داود (2771). قال الألباني: حسن ((صحيح أبي داود)) (2409).

الصفحة 139