كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6569 - وفي أخرى: جاء ناسٌ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - فقالوا: ابعثوا معنا رجالاً يعلمون القرآن والسنة، فبعث إليهم سبعين رجلاً من الأنصار، يقالُ لهم القراء، فيهم خالي حرامُ، يقرءون القرآن، يتدارسون بالليل يتعلمون، وكانوا بالنهار يجيئون بالماء فيضعونه في المسجد، ويحتطبون فيبيعونه، ويشترون به الطعام لأهل الصفة والفقراء، فبعثهم النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إليهم، فعرضوا لهم فقتلوهم قبل أن يبلغُوا المكان، فقالوا اللهمَّ أبلغ عنَّا نبينا أنَّا قد لقيناك فرضينا عنك ورضيت عنا (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (677).
6570 - وفي أخرى: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - بعث خاله في سبعين راكبًا، وكان رئيس المشركين عامر بن الطفيل خير بين ثلاث خصالٍ، فقال: يكون لك أهلُ السهل ولي أهل المدرِ، أو أكون خليفتك، أو أغزوك بأهل غطفان بألف وألف، فطعن عامرُ في بيت أمِّ فلانٍ، فقال: غدةٌ كغدة البكر، وموتٌ في بيت امرأةٍ من آل فلانٍ، ائتوني بفرسي.
فمات على ظهر فرسه، فانطلق حرامٌ هو، ورجلٌ أعرج، ورجلٌ من بني فلانٍ قال: كونا قريبًا حتى آتيهم، فإن أمنوني كنتم، وإن قتلوني أتيتم أصحابكم، فقال أتؤمنوني أبلِّغ رسالة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بنحوه (¬1). للشيخين.
¬_________
(¬1) البخاري (4091).
6571 - وفي رواية أحمد: بألف أشقر وألفٍ شقراء.
وفيها: فانطلق حرامٌ ورجلان معه من بني أمية ورجلٌ أعرجُ، فقال لهم كونوا قريبًا (مني) (¬1) بنحوه (¬2).
¬_________
(¬1) من (ب).
(¬2) أحمد 3/ 210، وقال الهيثمي 6/ 126: ورجاله رجال الصحيح.
6572 - وللكبير بضعفٍ، عن سهل بن سعدٍ: ذكر قصة قدوم عامرٍ بن الطفيل المدينة، وكلام ثابتٍ بن قيس له بحضرة النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وقول عامرٍ لأملانَّها عليك خيلاً ورجالاً، ثم خرج فجمع للنبيِّ - صلى الله عليه
-[16]- وسلم -، فدعا - صلى الله عليه وسلم - سبع عشرة ليلةٌ، ثم بعث عشرةً فيهم؛ عمرو بنُ أمية الضمريِّ وسائرهم من الأنصار أميرهم المنذر بن عمرو، فمضوا حتى نزلوا بئر معونة، فأقبل حتى هجم عليهم، فقتلهم كلهم إلا عمرو بن أمية كان في الركاب، فنزل الوحيُ، وأخبر - صلى الله عليه وسلم - قتلهم، ودعا على عامر بن الطفيل، وقال: اللهمَّ اكفني عامرًا فأقبل حتى رماه الله بالذبحة في حلقة في بيت امرأةٍ من سلولٍ، وهو يقول: يا لعامرٌ، غدَّة كغدة الجمل في بيت سلوليةٍ، فلم يزل كذلك حتى مات في بيتها، وكان أربد بن قيسٍ أصابته صاعقة فاحترق، فمات، فرجع من كان معهم (¬1).
¬_________
(¬1) الطبراني 6/ 125 - 126 (5724)، وقال الهيثمي 6/ 126: فيه عبد المهيمن بن عباس وهو ضعيف.

الصفحة 15