كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

7105 - ومنها: قال الزهريُّ: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع، قال ابن إسحاق: وذلك سنة ست، وقال موسى بن عقبة: سنة أربع، ومنها الزهري قال لي الوليدُ بنُ عبدِ الملكِ: أبلغكَ أنَّ عليًا كان فيمن قذف عائشة؟
قلتُ: لا، ولكن قد أخبرني أبو سلمة بنُ عبدِ الله وأبو بكرٍ بن عبد الرحمن وابن الحارثِ بن هشامٍ، أنَّ عائشة قالت لهما: كان على مسلمًا في شأنها (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4142).
7106 - ومنها: أنهُ لم يسم من أهلِ الإِفكِ إلا ابن أبيّ، وحسانَ ومسطحٍ وحمنةَ، وأنَّ عائشة كانت تكرهُ أن يُسبَّ عندها حسانُ، وتقولُ: إنهُ الذي، قال:
فإنَّ أبي ووالده وعرضي. ... لعرضِ محمدٍ منكم وقاءُ (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4141).
7107 - ومنها: قال مسروقُ: دخلتُ على عائشةَ وعندها حسانُ ينشدُها شعرًا، يشببُ من أبيات:
حصان رزان ما تزن بريبة. ... وتصبح غرثى من لحوم الغوافل.
فقالت له عائشةُ: لكنك لستَ كذلك، قالَ مسروقُ: فقلتُ لها أتأذنين لهُ أن يدخلَ عليك، وقد قال الله تعالى {وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ}؟! [النور: 11] قالت: وأيُّ عذابٍ أشدُ من العمى، وقالت: إنهُ كانَ ينافحُ أو يُهاجي عن رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للشيخين والترمذي والنسائي.
¬_________
(¬1) البخاري (4146)، ومسلم (2488).
7108 - وللبخاري: عن أمِّ رومانَ: بينا أنا قاعدةٌ
-[174]- وعائشةُ، إذ ولجتِ امرأةٌ من الأنصارِ، فقالت: فعلَ الله بفلانٍ وفعلَ، فقالت أمَّ ورمانَ: وما ذاك؟
قالت: ابني فيمن حدَّثَ الحديثُ، قالت: وما ذاك؟
قالت: كذا وكذا قالت عائشةُ: سمعَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -؟
قالت: نعم، قالت: وأبو بكرٍ؟
قالت: نعم، فخرَّت مغشيًا عليها، فما أفاقت إلا وعليها حُمّى بنافضٍ، فطرَحتُ عليها ثيابها، فغطيتُها، فجاءَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((ما شأنُ هذه)) قلتُ: أخذتها الحُمى بنافضٍ، قالَ: ((فلعل في حديثٍ تُحدث به)) قالت: نعم، فقعدت عائشةُ، فقالت: والله لئن حلفتُ لا تصدقوني، ولئن قلتُ لا تعذروني، مثلي ومثلكم كيعقوب وبنيهِ، فالله المستعانُ على ما تصفونَ، بنحوهِ (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4143).

الصفحة 173