كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6580 - عمرو بن عوفٍ المزنيّ: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - خطَّ الخندق من طرف بني حارثة حتى بلغ المذابح فقطع لكل عشرةٍ أربعين ذراعًا، واحتج المهاجرون والأنصار سلمان، وكان رجلاً قويًا، فقال المهاجرون: سلمانُ منَّا، وقال الأنصارُ: منَّا، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((سلمان منَّا أهل البيت)) (¬1) للكبير بلين.
¬_________
(¬1) رواه الطبراني 6/ 212 - 213 (6040)،قال الهيثمي في المجمع 6/ 130: فيه كثير بن عبد الله المزني وقد ضعفه الجمهور وحسن الترمذي حديثه وبقية رجاله ثقات. وقال الألباني في ضعيف الجامع (3272): ضعيف جدا.
6581 - أنس: خرج النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداةٍ باردةٍ، ولم يكن لهم عبيدٌ يعملون ذلك لهم، فلمَّا رأى ما بهم من النصب والجوع قال: ((اللهمَّ إنَّ العيش عيشُ الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجرة)).
فقالوا مجيبين له:
نحنُ الذين بايعوا محمدًا ... على الجهاد ما بقينا أبدًا
ج
6582 - وفي روايةٍ: قال: جعل المهاجرون يحفرون الخندق حول المدينة وينقلون التراب على متونهم وهم يقولون:
نحنُ الذين بايعوا محمدًا ... على الجهاد ما بقينا أبدًا

وهو - صلى الله عليه وسلم - يجيبهم:
((اللهمَّ لا خير إلا خير الآخرة ... فبارك في الأنصار والمهاجرة))

فيؤتون بملء كفٍ من شعيرٍ، فيصنع لهم بإهالةٍ سنخةٍ تُوضع بين يدي القوم والقومُ جياعٌ، وهي بشعةٌ في الحلق، ولها ريح منكرة (¬1). للشيخين والترمذي.
¬_________
(¬1) البخاري (4100) ومسلم (1805)، الترمذي (3866).
6583 - البراء: رأيتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - ينقل معنا التراب وهو يقولُ:
((والله لولا الله ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فأنزلنَّ سكينةً علينا ... وثبت الأقدم إن لاقينا
-[20]- والمشركون قد بغوا علينا ... إذا أرادوا فتنة أبينا))
ويرفع بها صوته، وفي روايةٍ: ورفع بها صوته، أبينا أبينا (¬1). للشيخين.
¬_________
(¬1) البخاري (6620) ومسلم (1803).

الصفحة 19