كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6525 - عائشة: هزم المشركون يوم أحدٍ فصرخ إبليسُ: أي عباد الله أخراكم، فرجعت أولاهم فاجتلدت هي وأخراهم، فنظر حذيفة بن اليمان فإذا هو بأبيه، فقال: أبي أبي، فوالله ما انحجزوا حتى قتلوه، فقال حذيفة: غفر الله لكم، وقال عروة: فوالله ما زالت في حذيفة منها بقيةٌ حتى لقي الله (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (3290).
6526 - وفي روايةٍ: وقد كان انهزم منهم قومٌ حتى لحقوا بالطائفِ. للبخاري. (¬1)
¬_________
(¬1) البخاري (6883).
6527 - أنس: لمَّا كان يومُ أحدٍ انهزم ناسٌ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وأبو طلحة بين يديهِ مجوبٌ عليه بجحفة، وكان رجلاً راميًا شديد النزع، ولقد كسر يومئذٍ قوسين أو ثلاثةً، وكان الرجلُ يمرُ معه الجعبة من النبل، فيقولُ: ((انثرها لأبي طلحة)): ويشرف - صلى الله عليه وسلم -، ينظرُ إلى القوم فيقولُ أبو طلحة: بأبي أنت وأمي، لا تشرف، يصيبك سهمٌ، نحري دون نحرك، ولقد رأيتُ عائشة وأمَّ سليمٍ وإنهما لمشمرتان، أرى خدم سوقيهما تنقلان القرب على متونهما، ثم تفرغانه في أفواه القوم، ثم ترجعان فتملآنها فتفرغانه في أفواههم، ولقد وقع السيف من يد أبي طلحة مرتين أو ثلاثةٍ من النُّعاس. للشيخين (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (3811)، ومسلم (1811).
6528 - وعنه: غاب عمي أنسُ بن (النضر) (¬1) عن قتال بدرٍ، فقال يا رسول الله: غبتُ عن أول قتالٍ قاتلت المشركين، لئن الله أشهدني قتال المشركين ليرينَّ الله ما أصنع، فلمَّا كان يومُ أحدٍ وانكشف المسلمون، قال: ((اللهمَّ إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء - يعني أصحابه - وأبرأ إليك مما صنع هؤلاء - يعني المشركين -)) ثم تقدم فاستقبله سعدُ بن معاذٍ، فقال: يا سعد، الجنة وربِّ النضر، إني أجدُ ريحها من دون أحدٍ، فقال سعدُ: فما استطعت يا رسول الله ما صنع، قال أنسُ: فوجدنا به بضعًا وثمانين، ما بين ضربةٍ بالسيف أو طعنةٍ برمحٍ، أو رميةٍ بسهمٍ، ووجدناه قد مثَّل به المشركون، فما عرفه أحدٌ إلا أخته بشامةٍ أو ببنانه، قال أنس كنَّا نرى إنَّ هذه الآية
-[3]- نزلت فيه وفي أشباهه {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا الله عَلَيْهِ} [الأحزاب: 23] الآية. للشيخين والترمذي (¬2).
¬_________
(¬1) ساقطة من (ب).
(¬2) البخاري (2805) ومسلم (1903).

الصفحة 2