كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6586 - رافع بن خديج: لم يكن حصن أحصن من حصن بني حارثة، فجعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - النساء والذراري فيه، وقال: ((إن ألمَّ بكنَّ أحدٌ فألمعن بالسيف)) فجاءهنَّ فارسٌ يقال له: نجدان، فجعل يقول: أنزلنَّ إلىَّ خيرٌ، لكن فحركن السيف، فأبصره الصحابة، فابتدر الحصن قومُ فيهم ظهير بن رافع، فقال: يا نجدان ابرز، فبرز إليه فقتلهُ، وأخذ رأسه فذهب به إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - (¬1). للكبير.
¬_________
(¬1) الطبراني في (((الكبير)) 4/ 268. قال الهيثمي: رجاله ثقات (6/ 133).
6587 - سليمان بن صرد: سمعتُ النبيَّ يقولُ حين أجلى الأحزاب عنه: ((الآن نغزوهم ولا يغزوننا. نحن نسير إليهم)) (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4110).
6588 - ابن عمر: أولُ مشهدٍ شهدته الخندق (¬1): (هما) (¬2) للبخاري.
¬_________
(¬1) البخاري (4107).
(¬2) من (ب).
6589 - عائشةُ: أصيب سعدٌ يوم الخندق، رماه رجلٌ من قريش يقالُ له: حبانُ بن العرقة، رماهُ في الأكحل، فضرب عليه النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - خيمةً في المسجد، ليعوده من قريبٍ، فلمَّا رجع - صلى الله عليه وسلم - من الخندق وضع السلاح واغتسل، فأتاهُ جبريلُ وهو ينفضُ رأسه من الغبار، فقال: قد وضعت السلاح، والله ما وضعته، اخرج إليهم، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((فأين))؟
فأشار إلى بني قريظة، فأتاهم - صلى الله عليه وسلم - فنزلوا على حكمه، فرد الحكم إلى سعدٍ، قال: فإني أحكمُ فيهم أن تُقتل المقاتلةُ، وإن تُسبى النساء والذرية، وأن تقسم أموالهم، قال هشامُ: فأخبرني أبي عن عائشة أنَّ سعدًا قال: اللهمَّ إنك تعلمُ أنه ليس لي أحدٌ أحبَّ إلىَّ أن أجاهدهم فيك من قوم كذَّبُوا رسولك وأخرجوه، اللهمَّ فإني أظنُّ أنك قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من
-[22]- حرب قريش شيءٌ فأبقني لهم حتى أجاهدهم فيك، وإن كنت قد وضعت الحرب فأفجرها، واجعل موتتي فيها، فانفجرت من لبَّته فلم يرعهم، وفي المسجد خيمةٌ من بني غفار، إلا الدم يسيلُ إليهم، فقالوا يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟
فإذا سعدُ يغذو جرحه دمًا فمات منها (¬1). للشيخين.
¬_________
(¬1) البخاري (463) ومسلم (1769).

الصفحة 21