كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6529 - جابر: لمَّا كان يومُ أحدٍ وولَّى الناسُ، كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - في ناحيةٍ في اثني عشر رجلاً من الأنصار، وفيهم طلحةُ بن عبيد الله، فأدركهم المشركون، فالتفت - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((من للقوم؟)) قال طلحة: أنا، قال - صلى الله عليه وسلم -: ((كما أنت)) فقال رجلٌ من الأنصار: أنا يا رسول الله، فقال: ((أنت)) فقاتل حتى قُتل، ثم التفت فإذا المشركون، قال: ((من للقوم؟))، قال طلحة: أنا، قال: ((كما أنت))، فقال رجل من الأنصار: أنا، فقال: ((أنت)) (¬1)، فقاتل حتى قتل، ثم لم يزل يقولُ ذلك ويخرجُ إليهم رجلٌ من الأنصار فيقاتلُ قتال من قبله حتى يُقتل، حتى بقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وطلحة بن عبيد الله، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من للقوم))؟
فقال طلحة: أنا. فقاتل قتال الأحد عشر، حتى ضُربت يده فقطعت أصابعه، فقال: حس، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لو قلت: بسم الله؛ لرفعتك الملائكة والناسُ ينظرون)) ثم رد الله المشركين. للنسائي (¬2).
¬_________
(¬1) ساقط من (ب).
(¬2) النسائي (6/ 29 - 30). ,قال ابن حجر: وإسناده جيد، ((فتح الباري)) 7/ 417. وحسنه الألباني في صحيح النسائي (2951).
6530 - أنس: أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - أخذ سيفًا يوم أحدٍ فقال: ((من يأخذ مني هذا؟))، فبسطوا أيديهم كل إنسانٍ يقول أنا، قال: ((فمن يأخذه بحقه))، فأحجم القومُ، فقال سماكُ بن خرشة أبو دجانة: أنا آخذه بحقه؟
فأخذه، ففلق به هام المشركين (¬1). لمسلم.
¬_________
(¬1) مسلم (2470).
6531 - وزاد البزار عن الزبير: قال: واتبعت أبا دجانة فجعل لا يمر بشيءٍ إلا أفراه وهتكه، حتى أتى نسوةٌ معهن هندٌ، وهي تقولُ:
نحن بنات طارق ... نمشي على النمارق
والمسك في المفارق ... إن تقبلوا نعانق
أو تدبروا نفارق ... فراق غير وامق
-[4]- فحمل عليها ثم انصرف عنها، فقلت له: كلُ صنيعك رأيته فأعجبني غير أنك لم تقتل المرأة، قال: كرهت أن أضرب بسيف النبي - صلى الله عليه وسلم - امرأةً (¬1).
¬_________
(¬1) البزار في ((البحر الزخار)) (979). وقال الهيثمي: 6/ 119: رجاله ثقات.

الصفحة 3