كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6619 - سلمة بن الأكوع: خرجنا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى خيبر فنزلنا ليلا فقال: رجل لعامر بن الأكوع: ألا تسمعنا من هنيهاتك؟ وكان عامر رجلاً شاعرًا فنزل يحدو بالقوم يقول:
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ... ولا تصدقنا ولا صلينا
فاغفر فداء لك ما اقتفينا ... وثبت الأقدام إن لاقينا
ج
وألقين سكينة علينا ... إنا إذا صيح بنا أتينا
ج
وبالصياح عولوا علينا
فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((من هذا السائق؟)) قالوا: عامر. قال: ((يرحمه الله)) قال رجل: وجبت يا رسول الله، لولا متعتنا به فأتينا خيبر فحاصرناهم حتى أصابتنا مخمصة شديدة، ثم إن الله فتحها عليهم فذكر الحديث. وفيه: ((إن له لأجرين -وجمع بين إصبعيه- إنه لجاهد مجاهد قل عربي مشى بها مثله)). للشيخين (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4196)، ومسلم (1807).
6620 - أنس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غزا خيبر فصلينا عندها صلاة الغداة بغلس، فركب وركب أبو طلحة، وأنا رديف أبي طلحة فأجرى - صلى الله عليه وسلم - في زقاق خيبر وإن ركبتي
-[38]- لتمس فخذه - صلى الله عليه وسلم -، وانحسر الإزار عن فخذه، فإني لأرى بياض فخذه - صلى الله عليه وسلم - فلما دخل القرية قال: ((الله أكبر خربت خيبر إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين)) قالها ثلاثًا وخرج القوم إلى أعمالهم فقالوا: محمد والخميس فأصبناها عنوة، وجمع السبي فجاء دحية فقال: يا رسول الله اعطني جارية من السبي فقال: ((اذهب فخذ جارية)) فأخذ صفية بنت حُيي، فجاء رجل فقال يا نبي الله أعطيت دحية صفية سيدة قريظة والنضير لا تصلح إلا لك، قال ادعوه بها فجاء بها فلما نظر إليها - صلى الله عليه وسلم - قال: ((خذ جارية من السبي غيرها)) فأعتقها وتزوجها. للشيخين والنسائي مطولاً (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (371)، ومسلم (1365) كتاب: الجهاد والسير، باب: غزوة خيبر، والنسائي 6/ 131 - 134.

الصفحة 37