كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6532 - أبو طلحة: كنت ممن يغشاه النعاسُ يوم أحدٍ حتى سقط سيفي من يدي، مرارًا يسقطُ وآخذه، وسقط وآخذه. للترمذي والبخاري بلفظه (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4068) والترمذي (3008).
6533 - جابر: قال رجلٌ للنبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ: أرأيت إن قتلتُ أين أنا؟
قال: ((في الجنة)).
فألقى تمراتٍ في يده، ثم قاتل حتى قتل. للشيخين والنسائي (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4046) ومسلم (1899).
6534 - سعدُ: نثل إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - كنانتهُ يوم أحدٍ فقال: ((ارم فداك أبي وأمي)) (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4055).
6535 - وفي روايةٍ: قال كان رجلٌ من المشركين قد أحرق المسلمين، فقال له النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: [((ارم فداك أبي وأمي))، فنزعتُ له بسهمٍ ليس فيه نصلٌ فأصبتُ جنبه فسقط، فانكشف عورته، فضحك - صلى الله عليه وسلم -] (¬1) حتى نظرت إلى نواجذهِ (¬2).
¬_________
(¬1) ساقط من (ب).
(¬2) مسلم (2412).
6536 - وعنه: رأيتُ على يمين النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، وعن شماله يوم أحدٍ رجلين عليهما ثيابُ بياضٍ يقاتلان عنه كأشد القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعدُ، يعني جبريل وميكائيلُ عليهما السلام. هما للشيخين (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4054)، ومسلم (2306).
6537 - جعفرُ بنُ عمرو الضمريّ: خرجتُ مع عبيد الله بن عديِّ بن الخيار، فلمَّا قدمنا حمص، قال لي: هل لك في وحشيٍّ نسأله عن قتل حمزة؟
قلت: نعم، وكان وحشيُّ يسكن حمص، فسألناه عنه، فقيل لنا: هو ذاك في
-[5]- ظل قصره كأنه حميت، فجئنا حتى وقفنا عليه، وسلمنا، فردَّ السلام، وعبيد الله معتجرٌ بعمامته ما يرى وحشيُّ إلا عينيه ورجليه، فقال عبيد الله: يا وحشي أتعرفني؟
فنظر إليه ثم قال: لا والله إلا أني أعلمُ أن عديّ بن الخيار تزوج امرأةً، يقال لها: أمَّ قتالٍ بنت أبي العيص، فولدت له غلامًا بمكة، فكنتُ أسترضعُ له، فحملتُ ذلك الغلام مع أمه، فناولتها إياهُ، فكأني نظرت إلى قدميك، فكشف عبيد الله عن وجهه ثم قال: ألا تخبرنا بقتل حمزة؟
قال: نعم. إنَّ حمزة قتل طعيمة بن عديٍّ بن الخيارِ ببدرٍ، فقال لي مولاي جبير بن مطعمٍ: إن قتلت حمزة بعمي، فأنت حرٌ، (فأنت حرٌ) (¬1)، فلمَّا خرج الناسُ عام عينين وعينين، جبلٌ بجبال أحدٍ بينه وبينه وادٍ، خرجتُ مع الناس إلى القتال، فلمَّا أن اصطفوا خرج سباع، فقال: هل من مبارز؟
فخرج إليه حمزة، فقال: يا ابن أم أنمار مقطعةُ البظور، اتحاد الله ورسوله؟
ثم شدَّ عليه فكان كأمس الذاهب، وكمنتُ لحمزة تحت صخرةٍ، فما دنا منى رميته بحربتي فأضعها في ثنته حتى خرجت من بين وركيه، فكان ذلك العهد به، فلمَّا رجع الناسُ رجعتُ معهم، فأقمتُ بمكة حتى فشى فيها الإسلامُ، ثم خرجتُ إلى الطائف، فأرسلوا إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - رسلاً، وقيل لي: إنهُ لا يُهيجُ الرسل فخرجتُ معهم حتى قدمتُ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآني قال: ((أنت وحشيّ))؟
قلت: نعم، قال: ((أنت قتلت حمزة؟))
قلت: قد كان من الأمر ما بلغك عني، قال ((فهل تستطيع أن تغيِّب وجهك عني؟))
فخرجت، فلمَّا قبض - صلى الله عليه وسلم -، فخرج مسليمة الكذاب، قلت: لأخرجنَّ إلى مسيلمة لعلي أقتله فأكافئ به حمزة، فخرجت مع الناس، فكان من أمره ما كان، فإذا رجلٌ قائمٌ في ثلمة جدارٍ كأنه جملٌ أورق، ثائر الرأس، فرميتهُ بحربتي فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه، ووثب إليه رجل من الأنصار فضربه بالسيف على هامته، قال عبد الله بن الفضل: فأخبرني سليمانُ بن يسارٍ عن عبد الله بن عمر، قالت جاريةٌ على ظهر بيتٍ: وأمير المؤمنين قتلهُ العبدُ الأسودُ. للبخاري (¬2).
¬_________
(¬1) من (ب).
(¬2) البخاري (4072).

الصفحة 4