كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6662 - المسور: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قام حين جاءه وفد هوازن مسلمين فسألوه أن يرد عليهم أموالهم وسبيهم، فقال لهم: ((إن معي من ترون وأحب الحديث إلي أصدقه، فاختاروا إحدى الطائفتين، إما المال وإما السبي، وقد كنت استأنيت بكم)). وكان انتظرهم بضع عشرة ليلة حتى قفل من الطائف، فلما تبين لهم أنه غير رادٍ إلا إحدى الطائفتين، قالوا: إنا نختار سبينا، فقام - صلى الله عليه وسلم - في المسلمين فأثنى على الله ثم قال: ((أما بعد، فإن إخوانكم هؤلاء جاءوا تائبين، وإني قد رأيت أن أرد إليهم سبيهم، فمن أحب منكم أن يطيب ذلك فليفعل))، فقال الناس: طيبنا ذلك يا رسول الله، فقال لهم: ((إنا لا ندري من أذن منكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم))، فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، ثم رجعوا فأخبروه أنهم قد طيبوا وأذنوا. للبخاري وأبي داود (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4319).
6663 - وله وللنسائي من طريق عمرو بن شعيب: قال لهم - صلى الله عليه وسلم -: ((إذا صليت الظهر فقولوا إنا نستعين برسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المؤمنين -أو المسلمين- بنسائنا وأموالنا)) فلما صلوا الظهر قالوا ذلك، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((ما كان لي ولبني عبد المطلب فهو لكم))، فقال المهاجرون: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقالت الأنصار: وما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال الأقرع بن حابس: أما أنا وبنو تميم فلا، وقال عيينة بن حصن: أما أنا وبنو فزارة فلا، وقال العباس بن مرداس: أما أنا وبنو سليم فلا، وقامت بنو سليم فقالوا: كذبت ما كان لنا فهو لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال - صلى الله
-[59]- عليه وسلم -: ((أيها الناس ردوا عليهم نساءهم وأبناهم فمن تمسك من هذا الفيء بشيء فله ست فرائض من أول شيء يفيئه الله علينا)) (¬1).
¬_________
(¬1) أبو داود (2694)، النسائي 6/ 262 - 264، وحسنه الألباني في ((صحيح أبي داود)) (2343).

الصفحة 58