كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6668 - وله عن ابن عمرو بن العاص: أن وفد هوازن لما أتوا النبي - صلى الله عليه وسلم - بالجعرانة وقد أسلموا قالوا إنا أصل وعشيرة، وقد أصابنا من البلاء مالم يخف عليك، فامنن علينا منَّ الله عليك، وقال زهير: نساءنا عماتك وخالاتك وحواضنك اللاتي كفلنك، ولو أنا لحقنا الحارث بن أبي شمرة (¬1) والنعمان بن المنذر، ثم نزل بنا منه مثل الذي أنزلت بنا، لرجونا عطفه وأنت خير المكفولين، ثم أنشد: امنن علينا ... إلى فإنا معشر زهر. ثم قال فذكر الحديث. من في مجمع الزوائد، من استشهد في حنين أيمن بن أم أيمن ويزيد بن زمعة وسراقة بن الخباب (¬2).
¬_________
(¬1) كذا في الأصل، وفي ((الكبير)) بن أبي شمر.
(¬2) الطبراني 5/ 270 - 272 (5304)، وقال الهيثمي 6/ 187: فيه ابن إسحاق، وهو مدلس، ولكنه ثقة، وبقية رجاله ثقات. ذكره الألباني في ((صحيح السيرة النبوية)) ص20.
غزوة أوطاس، وغزوة الطائف
6669 - أبو موسى: لما فرغ النبي - صلى الله عليه وسلم - من
-[62]- غزوة حنين بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، فلقى دريد بن الصمة، فقتل دريد وهزم الله أصحابه، وبعثني مع أبي عامر، فرمي أبو عامر في ركبته رماه جشمى بسهم، فقلت يا عم، من رماك؟ فقال: ذاك قاتلي، فلحقته، فلما رآني ولى فاتبعته، وجعلت أقول له: ألا تستحي ألا تثبت؟ فكف فاختلفنا ضربتين فقتلته، فقلت لأبي عامر: قتل الله صاحبك، قال: فانتزع هذا السهم، فنزعته فنزا منه الماء وقال: يا ابن أخي، أقرأ النبي - صلى الله عليه وسلم - السلام، وقل له يستغفر لي، فاستخلفني أبو عامر فمات، فرجعت فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيته على سرير مرمل وعليه فراش قد أثر رمال السرير بظهره وجنبيه، فأخبرته بخبرنا وخبر أبي عامر، وقال: قل له: استغفر لي، فدعا بماء فتوضأ ثم رفع يديه فقال: ((اللهم اغفر لعبيد أبي عامر))، ورأيت بياض إبطيه ثم قال: ((اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك -أومن الناس)) فقلت: ولي فاستغفر، فقال: ((اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلاً كريمًا)) (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4323)، مسلم (2498).

الصفحة 61