كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6676 - أبو سعيد: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث علقمة بن مجزز على بعث وأنا فيهم، فلما انتهى إلى رأس غزاته أو كان ببعض الطريق استأذنته طائفة من الجيش فأذن لهم، وأمر عليهم عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي، فكنت فيمن غدا معه، فلما كان ببعض الطريق أوقد القوم نارًا ليصطنعوا عليها صنيعًا، فقال عبد الله وكانت فيه دعابة: أليس لي عليكم السمع والطاعة؟ قالوا: بلى، قال: فما أنا بآمركم بشيء إلا صنعتموه؟ قالوا: نعم، قال: فإني أعزم عليكم إلا تواثبتم في هذه النار، فقام ناس فتحجزوا فلما ظن أنهم واثبون قال: امسكوا على أنفسكم، فإنما كنت أمزح معكم، فلما قدمنا ذكرنا ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ((من أمركم منهم بمعصية الله فلا تطيعوه)). للقزويني (¬1).
¬_________
(¬1) ابن ماجة (2863)، وقال البوصيري في زوائده (385): إسناده صحيح. وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه (2312).
بعثُُ أبي موسى ومعاذ إلى اليمن، وبعث علي وخالد إلى اليمن وهما قبل حجة الوداع
6677 - أبو بردة أرسله: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - أبا موسى ومعاذًا إلى اليمن، كل واحد منهما على مخلاف واليمن مخلافان ثم قال: ((يسروا ولا تعسروا وبشروا ولا تنفروا))، فانطلق كل منهما إلى عمله، وكان إذا سار في أرضه كان قريبًا من صاحبه أحدث به عهدًا فسلم عليه، فسار معاذ في أرضه قريبًا من أبي موسى، فجاء يسير على بغلته حتى انتهى إليه، وإذا رجل عنده قد جمعت يداه إلى عنقه،
-[65]- فقال له معاذ: أيَّمَ هذا؟ قال: هذا رجل كفر بعد إسلامه، قال: لا أنزل حتى يقتل، قال: إنما جئ به لذلك، فانزل، قال: ما أنزل حتى يقتل، فأمر به فقتل، ثم نزل فقال: يا عبد الله، كيف تقرأ القرآن؟ قال: أتفوقه تفوقًا، قال: فكيف تقرأ أنت يا معاذ؟ قال: أنام أول الليل فأقوم وقد قضيت جزئي من النوم، فأقرأ ما كتب الله لي، فأحتسب نومتي كما أحتسب قومتي. للشيخين وأبي داود (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (4341، 4342)، ومسلم (1733).

الصفحة 64