كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6696 - ابن عباس: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث سرية فغنموا، وفيهم رجل قال لهم إني: لست منهم، عشقت منهم امرأة فلحقتها فدعوني أنظر إليها ثم اصنعوا بي ما بدا لكم، فأتى امرأة طويلة أدماء فقال لها: اسلمي حبيش قبل نفاذ العيش.
أرأيتك لو تبعتكم فلحقتكم ... بحيلة أو أدركتكم بالخوانق
أما كان حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق

قالت: نعم، فديتك، فقدموه فضربوا عنقه، فجاءت المرأة فوقعت عليه فشهقت شهقة أو شهقتين ثم ماتت، فلما قدموا على النبي - صلى الله عليه وسلم - أخبروه الخبر، فقال: ((أما كان فيكم رجل رحيم)). للكبير والأوسط (¬1).
¬_________
(¬1) ((الكبير)) 11/ 369 - 370 (12037)، و ((الأوسط)) 2/ 196 (1697)، وقال الهيثمي 6/ 309 - 310: إسناده حسن. وضعفه الألباني في الضعيفة (2594).
6697 - عصام المزني: كان - صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيشًا أو سرية يقول لهم: ((إذا رأيتم مسجدًا أو سمعتم مؤذنًا فلا تقلتوا أحدًا))، فبعثنا في سرية وأمرنا بذلك، فخرجنا نسير في أرض تهامة، فأدركنا رجلاً يسوق ظعائن، فعرضنا عليه الإسلام، فقلنا: أمسلم أنت؟ قال: وما الإسلام؟ فأخبرناه فإذا هو لا يعرفه، قال: فإن لم أفعل فماذا أنتم صانعون؟ قلنا: نقتلك. فقال: فهل أنتم منظري حتى أدرك الظعائن؟ فقلنا: نعم. ونحن مدركوه، فخرج فإذا امرأة في هودجها فقال: أسلمي حبيش قبل انقطاع العيش. فقالت: أسلم عشرًا وتسعًا تترًا ثم قال:
أرأيتك إذ طاليتكم فوجدتكم ... بحلية أو أدركتكم بالخوانق
ألم يك حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق
فلا ذنب لي قد قلت إذ أهلنا معي أثيي بود قبل أن تشحط النوي ... أثيي بود قبل إحدى الصفائق
ج ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق
ثم أتانا فقال: شأنكم، فقدمناه فضربنا عنقه، ونزلت الأخرى من هودجها فحنت عليه حتى ماتت. للكبير والبزار (¬1).
¬_________
(¬1) ((الكبير)) 17/ 177 - 178، والبزار كما في ((كشف الأستار)) (1731)، وقال الهيثمي 6/ 210: إسنادهما حسن.

الصفحة 72