كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 3)

6549 - علي: لمَّا انجلى الناسُ عنه - صلى الله عليه وسلم - يوم أحدٍ، نظرت في القتلى، فلم أره - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: والله ما كان ليفرَّ، وما أراهُ في القتلى، ولكن أرى الله غضب علينا بما صنعنا، فرفع نبيه، فما لي خيرٌ من أن أقاتل حتى أقتل، فكسرت جفن سيفي، ثم حملتُ على القوم فأفرجوا لي، فإذا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بينهم. للموصلي بلينٍ (¬1).
¬_________
(¬1) أبو يعلى 1/ 415 (54)، وقال الهيثمي 6/ 112: فيه: محمد بن مروان العقيلي وثقه أبو داود وابن حبان وضعفه أبو زرعة وغيره وبقية رجاله رجال الصحيح.
6550 - عائشةُ عن أبيها: لمَّا انصرف الناسُ عن النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، كنتُ أول من فاء إليه، فجعلتُ أنظرُ إلى رجلٍ يُقاتل بين يديه، فقلت: كن طلحة، ثم نظرتُ فإذا أنا بإنسانٍ خلفي كأنه طائرٌ فإذا هو أبو عبيدة بن الجراح، وإذا طلحة بين يديه صريعًا، قال: ((دونكم أخوكم، فقد أوجب))، فتركناهُ وأقبلنا عليه - صلى الله عليه وسلم - فإذا قد أصابه في وجهه سهمان، فأردتُ أن أنزعهما، فمازال أبو عبيدة يسألني ويطلبُ إلىَّ حتى تركته فنزع أحد السهمين، وأزمَّ عليه بأسنانه فقلعهُ وانتدرت إحدى ثنتيه، ثم لم يزل يسألني ويطلب إلىَّ أن أدعه ينزع الآخر، فوضع ثنيته على السهم وأزمَّ عليه كراهية أن يؤذي النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - إن تحوَّل، فنزعه وانتدرت ثنيته، فكان أبو عبيدة أهتم الثنايا. للبزار بإسحاق بن يحيى بن طلحة متروك.
قلت: لكنه من رجال الترمذي وابن ماجة وللحديث طرقٌ (¬1).
¬_________
(¬1) أخرجه البزار في ((البحر الزخار)) 1/ 132 (63). وقال الهيثمي 6/ 112: وفيه: إسحاق بن يحيى بن طلحة وهو متروك.
6551 - كعبُ بن مالكٍ: لمَّا كان يومُ أحدٍ وصرنا إلى الشِّعب كنتُ أول من عرفه، فقلتُ: هذا رسولُ الله، فأشار بيده أن اسكت، ثم ألبسني لامته ولبس لامتي، ولقد ضربتُ حتى جُرحتُ عشرين، (أو قال: بضعةً وعشرين جرحًا) (¬1)، كل من يضربني يحسبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (¬2). للكبير والأوسط.
¬_________
(¬1) ساقط من (ب).
(¬2) الطبراني في الكبير 19/ 100، وقال الهيثمي 6/ 112: رجال الأوسط ثقات.
6552 - قتادة: أهدي للنبيِّ - صلى الله عليه وسلم - قوسٌ فدفعها إلىَّ يوم أحدٍ، فرميتُ بها بين يديه حتى اندقت سيتها، ولم أزل عن مقامي نُصب وجهي ألقى السهام بوجهي، كلما مال سهمٌ منها إلى وجهه ميلتُ رأسي لأقي وجهه - صلى الله
-[9]- عليه وسلم -، فكان آخرها سهمًا ندرت منه حدقتي على خدي، وافترق الجمعُ، فأخذت حدقتي بكفي فسعيتُ بها إليه - صلى الله عليه وسلم -، فلمَّا رآها في كفي دمعت عيناه، فقال: ((اللهمَّ إنَّ قتادة قد أوجه نبيك بوجهه فاجعلها أحسن عينيه وأحدهما نظرًا)) فكانت أحسن عينيه وأحدهما نظرًا (¬1). للكبير بخفى.
¬_________
(¬1) الطبراني في الكبير 19/ 8. وقال الهيثمي 6/ 113: فيه: من لم أعرفه.

الصفحة 8