كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

9660 - أبو ذرٍّ رفعهُ: «إني أرى ما لا ترون، وأسمعُ ما لا تسمعون، أطتِ السماءُ وحقَّ لها أن تئط، ما فيها موضعُ أربع أصابعٍ إلا وملكُ واضعٌ جبهتهُ لله ساجدًا، والله لو تعلمون ما أعلمُ لضحكُتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا، وما تلذذًتم بالنساءِ على الفُرش، ولخرجتُم إلى الصعدات تجأرونَ إلى الله، لوددتُ أني شجرةٌ تعضدُ» (¬1).
¬_________
(¬1) الترمذي (2312) وقال: حسن غريب. وقال الألباني: حسن دون قوله: "لوددت" (1882).
9661 - وفي روايةٍ: أنَّ أبا ذرٍّ قال: لوددتُ أني كنتُ شجرةً تعضدُ (1).
9662 - حنظلة بن الربيع الأسيدى من كتاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: لقيني أبو بكر، فقال: كيف أنت يا حنظلة؟ قلت: نافقَ حنظلةُ، قال: سبحانَ الله ما تقولُ؟ قلتُ: نكونُ عند النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يذكِّرنا بالنارِ والجنةِ كأنَّا رأي عينٍ، وإذا خرجنا من عنده عافسنا الأزواج والأولادَ والضيعات، ونسينا كثيرًا، قال أبو بكرٍ: فوالله إنا لنلقى مثل ذلك، فانطلقتُ أنا وأبو بكرٍ حتى دخلنا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، فقلتُ: نافقَ حنظلةُ يا رسولَ الله، فقال: «وما ذاك؟» قلتُ: نكونُ عندكَ تذكِّرنا بالنارِ والجنةٍِ كأنا رأى عينٍ، فإذا خرجنا من عندك عافسنا الأزواج والأولادَ والضيعاتِ ونسينا كثيرًا، فقالَ - صلى الله عليه وسلم -: «والذي نفسي بيده لو تدومونَ على ما تكونون عندي وفي الذكر لصافحتكم الملائكةُ على فرشكُم وفي طرقكُم، ولكن يا حنظلةُ، ساعةٌ وساعة» ثلاثَ مراتٍ (¬1). للترمذي ومسلم بلفظه.
¬_________
(¬1) مسلم (2750) والترمذي (2514).

الصفحة 134