كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

9756 - أنس رفعهُ: «قال الله تعالى: يا ابن آدمَ، إنَّك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنان السماءِ ثمَّ استغفرتني غفرتُ لك ما كان فيك ولا أبالي. يا ابن آدم، إنَّك لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئًا لأتيتُك بقرابها مغفرةً» (¬1). للترمذيِّ.
¬_________
(¬1) الترمذي (3540).
9757 - جندب أنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - «حدَّثَ أن رجلاً قال: والله لا يغفرُ الله لفلانٍ، وأنَّ الله تعالى قال: من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلانٍ، فإنِّي قد غفرتُ له وأحبطتُ عملك» (¬1). لمسلمٍ.
¬_________
(¬1) مسلم (2621).
9758 - أبو هريرة رفعهُ: «كان في بني إسرائيل رجلانِ متواخيانِ، أحدُهما مذنبٌ، والآخرُ في العبادةِ مجتهدٌ، وكان المجتهدُ لا يزالُ يرى الآخرَ على ذنبٍ، فيقولُ: أقصر، فوجده يومًا على ذنبٍ، فقال: أقصر، فقال: خلِّني وربِّي أبُعثت علىَّ رقيبًا؟ فقال لهُ: والله لا يغفرُ الله لك، أو قال: لا يدخلُك الجنةَ، فقبض الله أرواحهُما فاجتمعا عند ربِّ العالمين، فقال تعالى للمجتهد: أكنت على ما في يدي قادرًا؟ وقال للمذنبِ: اذهبْ، فادخلِ الجنة برحمتي، وقال للآخر: اذهُبوا به إلى النارِ، وقال أبو هريرةَ: تكلمَ والله بكلمةٍ أوبقت دنياهُ وآخرتهُ» (¬1). لأبي داودَ.
¬_________
(¬1) أبو داود (4901) وقال الألباني: صحيح (4097).
9759 - وعنه رفعهُ: «كان رجلٌ يسرفُ على نفسهِ، فلمَّا حضرهُ الموتُ قال لبنيه: إذا أنا متُّ فاحرقوني ثمَّ اطحنوني ثمَّ ذروني في الريح، فوالله لئن قدر عليَّ ربيِّ ليعذبُني عذابًا ما عذبهُ أحدُا، فلمَّا ماتَ فعل به ذلك، فأمرَ الله الأرض فقال: اجمعي ما فيك منهُ، ففعلتُ فإذا هو قائمٌ، فقال: من حملك على ما صنعت؟ قال: خشيتُك يا ربِّ، فغفر لهُ» (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (6481) ومسلم (2756).
9760 - وفي رواية: «قالَ رجلٌ: لم يعمل
-[152]- حسنةً قطُّ لأهلهِ: إذا متُّ فأحرقوه ... ثمَّ ذروا نصفه في البرِّ ونصفه في البحر» بنحوهِ.
وفيهِ: «فأمر الله البر فجمعَ ما فيه وأمر البحر فجمع ما فيهِ، ثمُّ قالَ: لم فعلت هذا؟ قال: من خشيتك يا ربِّ، وأنت تعلمُ فغفر الله لهُ» (¬1). للشيخين والموطأ والنسائي.
¬_________
(¬1) البخاري (7506) ومسلم (2756).

الصفحة 151