كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

9846 - وفي أخرى: قال أبو سعيدٍ: بعث عليٌّ وهو باليمنِ إلى النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - بذهيبة في تربتها، فقسَّمها بين أربعةٍ بين الأقرعِ بن حابسٍ الحنظلي، وبين عيينة بن بدرٍ الفزاري، وبين علقمةَ بن علاثة العامري، وبين زيد الخيلِ الطائي، فتغضبت قريشٌ والأنصارُ، فقالُوا: يعطيهِ صناديدُ أهلِ نجدٍ ويدعنا، قالُ: إنما أتألفُهُم، فأقبل رجلٌ غائرُ العينين، ناتئُ الجبين، كثُّ اللحيةِ، مشرفُ الوجنتينِ، محلوقُ الرأسِ، فقال: يا محمَّدُ! اتق الله، قال: «فمن يطيعِ الله إذا عصيتُهُ؟ فيأمنني على أهلِ الأرض ولا تأمنوني» فسألَ رجلٌ من القومِ قتلهُ، أراهُ خالدَ بن الوليدِ، فمنعهُ، فلمَّا ولى قال: إنَّ من ضئضئ هذا قومًا يقرءُونَ القرآنُ لا يجاوزُ جناجرهُم، يمرقون من الإسلامِ مروقَ السَّهم من الرَّميَّةِ، يقتلونَ أهلَ الإسلامِ، ويدعُون أهلَ الأوثانِ، لئن أدركتُهُم لأقتلنَّهُم قتل عادٍ (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (1144) ومسلم (1064/ 143). وأبو داود (4764)، والنسائي (5/ 187 - 188).
9847 - وفي أخرى: «ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماءِ، يأتيني خبرُ السماءِ صباحًا ومساءً ... » بنحوه، وفيه: ثم ولى الرجلٌ فقال خالدُ بنُ الوليدِ: يا رسولَ الله! ألا أضربُ عنقهُ؟ فقال: «لا، لعلَّهُ أن يكونَ يُصلي»، قالَ خالدُ: كم من مصلٍ يقولُ بلسانهِ ما ليس في قلبهِ، فقال - صلى الله عليه وسلم -: «إني لم أؤمر أن أنقب على قلوبِ الناسِ، ولا أشقَّ بطونهم، ثم نظر إليه وهو مقفٍ، فقالَ: يخرجُ من ضئضئٍ هؤلاء قومٌ يتلون كتاب الله رطبًا» (¬1). بنحوه.
¬_________
(¬1) البخاري (4351)، ومسلم (1064/ 144).

الصفحة 171