كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

9872 - وعنه: رفعهُ: «لا تقومُ الساعةَ حتى ينزل الرومُ بالأعماقِ أو بدابق، فيخرجُ إليهم جيشٌ من المدينة من خيار أهلِ الأرضِ يومئذٍ، فإذا تصافُّوا قالت الرومُ: خلُّوا بيننا وبين الذين سبوا منا نُقاتلهمُ، فيقولُ المسلمونَ: لا والله لا نُخلي بينكُم وبين إخواننا فتقاتلُونهُم، فينهزم ثلثٌ لا يتوبُ الله عليهم أبدًا ويُقتلُ ثلثٌ هم أفضلُ الشهداءِ عند الله، ويفتتحُ الثلثُ لا يُفتنونَ أبدًا، فيفتحونَ قسطنطينيَّة، فبينما هم يقتسمون الغنائمَ، قد علَّقُوا سيوفُهم بالزيتُون، إذ صاحَ فيهمُ الشيطانُ، إنَّ المسيحَ الدجالِ قد خلفكُم في أهليكُم، فيخرجونَ، وذلك باطلٌ، فإذ جاءُوا الشامَ خرجَ، فبينما هُم يُعدُّون للقتالِ يسوون صفوفهُم إذ أقيمتِ الصلاةُ، فينزلُ عيسى بنُ مريمَ فأمَّهُم، فإذا رآهُ عدوُّ الله ذابَ كما يذوبُ الملحُ في الماءِ، فلو تركهُ لانذاب حتى يهلك، ولكن يقتلُهُ بيده، فيريهم دمه بحربته» (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (2897).
9873 - ابنُ مسعودٍ: قال: «لا تقومُ الساعةُ حتى لا يُقسمَ ميراثٌ، ولا يُفرحَ بغنيمةٍ»، ثم قال بيده هكذا ونحاها نحو الشَّام فقال عدوٌّ يجمعونَ لأهلِ الإسلامِ، ويجمعُ لهم أهلُ الإسلام، قيلَ لهُ تعني الرومَ؟ قال: نعم، ويكونُ عند ذاكُم القتالِ ردةٌ شديدةٌ، فيشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يحجز بينهم الليلُ، فيفيء هؤلاءِ وهؤلاءِ، وكلٌّ غير غالبٍ، وتفنى الشُّرطةُ، ثم يشترطُ المسلمون شرطةً للموتِ لا ترجعُ إلا غالبةً، فيقتتلونَ حتى يمسُوا، فيفئ هؤلاء وهؤلاء، كلٌّ غير غالبٍ وتفنى الشُّرطةُ، فإذا كان في اليومِ الرابع نهد إليهم بقية أهل الإسلامِ، فيجعلُ الله الدائرةَ عليهم، فيقتتلونَ مقتلةً لا يُرى
-[178]- مثلها، حتى إنَّ الطائر ليمرُّ بجنباتهم، فما يُخلِّفهُم حتى يخرَّ ميتًا، فيتعادُّ بنو الأبِ، كانُوا مائةً فلا يجدونهُ بقي منهم إلا الرجلُ الواحدُ فبأي غنيمةٍ يفرحُ أو أيُّ ميراثٍ يقسَّمُ؟ فبينما همُ كذلكَ، إذ سمعُوا بناسٍ هُم أكثرُ من ذلكَ، فجاءهُم الصريخُ؛ إنَّ الدجالَ قد خلفهُم في ذراريهم، فيرفضون ما بأيديهم، ويقبلون فيبعثون عشر فوارسَ طليعةً، قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «إني لأعرفُ أسماءهُم، وأسماءَ آبائهم، وألوان خيولهم، هُم خيرُ فوارس على ظهرِ الأرضِ يومئذٍ، أو قال من خير فوارسَ» (¬1).
¬_________
(¬1) مسلم (2899).

الصفحة 177