كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

9927 - وللقزويني بضعفٍ نحوه عن أبي أمامةَ وفيه: «إنَّ من فتنتهِ أن يقول لأعرابيّ: أرأيت إن بعثتُ إليك أباكَ وأمك، أتشهدُ إني ربُّك؟ فيقول: نعم، فيتمثل لهُ شيطانانِ في صورة أبيهِ وأمهِ فيقولانِ: يا بنيَّ! اتبعهُ فإنهُ ربُّك، وفيه: لا يبقى شيء من الأرضِ إلا وطأهُ، إلا مكةَ والمدينة فإنَّه لا يأتيهما من نقب من نقابهما إلا لقيتهُ الملائكةُ بالسيوفِ صلتةً، حتى ينزل عند الظريبِ الأحمرِ عند منقطعِ السبخةِ، فترجفَ المدينةُ بأهلها ثلاثَ رجفاتٍ فلا يبقى منافقُ ولا منافقةٌ إلا خرجَ إليهِ، فتنفي الخبث منها كما ينفي الكيرُ خبث الحديدِ، ويُدعى ذلك اليوم يومُ الخلاصِ، قالت أمُّ شريكٍ: يا رسولَ الله! فأينَ العربُ يومئذٍ؟ قال: هم يومئذٍ قليلٌ، وجلُّهم ببيتِ المقدسِ، وإمامُهُم رجلٌ صالحٌ، فبينما إمامُهم قد تقدَّم يصلي بهم الصبحَ، إذ نزلَ عليهم عيسىَ.
-[191]- وفيه أنَّ أيامهُ أربعونَ سنةً، السنةُ كنصفِ سنةٍ، والسنةُ كالشهرِ، والشهرُ كالجمعةِ، وآخرُ أيامهِ كالشررةِ، يصبحُ أحدُكمُ على بابِ المدينةِ فلا يبلغَ بابها الآخرَ، حتى يُمسي، فقيلَ: يا رسولَ الله كيفَ نُصلي في تلك الأيام القصارِ؟ قال: «تُقَدِّرونَ فيها الصلاةَ كما تقدرونها في هذه الأيام الطوالِ، ثمَّ صلُّوا، فيكونَ عيسى في أمتي حكمًا وعدلاً وإمامًا مقسطًا، يدقُّ الصليب، ويذبحُ الخنزير، ويضعُ الجزيةَ، وتُتركُ الصدقةُ، فلا يسعى على شاةٍ ولا بعيرٍ، وتُرفعُ الشحناءُ والتباغضُ، وتُنزعُ حمةُ كلِّ ذاتِ حمة، حتى يُدخل الوليدُ يدهُ في في الحيةِ فلا تضرهُ، وتفرُّ الوليدةُ الأسد فلا يضرَّها، ويُكونُ الذئبُ في الغنم كأنَّه كلبُها، وتملأُ الأرضُ من السِّلمِ كما يُملأُ الإناءُ من الماء، وتكونُ الكلمةُ واحدة، فلا يُعبد إلا الله، وتضعُ الحربُ أوزارها، وتسلبُ قريشٌ ملكها، وتكونُ الأرضُ كفاثور الفضةِ، تنبتُ نباتها بعهد آدم حتى يجتمع النفر على القطف من العنب فيشبعهم، ويجتمع النفر على الرمانةِ فتشبعهُم، ويكونُ الثورُ بكذا وكذا من المالِ، وتكونُ الفرسُ بالدريهمات»، قيلَ: يا رسولَ الله! وما يُرخصُ الفرسَ؟ قال: «لا يُركبَ لحربٍ أبدًا»، قيل لهُ: فما يُغلي الثورَ؟ قال: «تُحرثُ الأرضُ كلُّها. وإنَّ قبل خروجِ الدجالِ ثلاثُ سنواتٍ شدادٌ، يصيبُ الناسُ فيها جوعٌ شديدٌ، يأمرُ الله السماءَ السنة الأولى أن تحبسَ ثلثَ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثُ نباتها ثم يأمرُ السماءَ في السنةِ الثانيةِ فتحبسَ ثلثيّ مطرها، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ ثلثىّ نباتها، ثم يأمرَ السماءَ في السنةِ
-[192]- الثالثةِ، فتحبسَ مطرها كلَّهُ، فلا تقطرُ قطرةً، ويأمرُ الأرضَ فتحبسَ نباتها كله، فلا تُنبتَ خضرًا، فلا يبقى ذاتُ ظلفٍ إلا هلكتْ، إلا ما شاء الله» قيلَ: فما يُعيشُ الناسَ ذلكَ الزمانَ؟
قالَ: «التهليلُ والتكبيرُ والتسبيحُ والتحميدُ، ويجزئ ذلك عنهم مجزأةَ الطعامِ»، قالَ المحاربي: ينبغي أن يدفعَ هذا الحديثُ إلى المؤدب حتى يعلمهُ الصبيانَ في الكتابِ (¬1).
¬_________
(¬1) ابن ماجه (4077) وضعفه الألباني في "ضعيف سنن ابن ماجه" (884).

الصفحة 190