كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

10004 - عائشة: أنَّ رجلاً قال: يا رسولَ الله: إنَّ لي مملوكينِ يكذبونني ويخونونني ويعصونني، وأشتمهُمْ وأشربهُم، فكيف أنا منهم؟ فقالَ النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كانَ يوم القيامةِ يحسبُ ما خانوكَ وعصوكَ وكذبوكَ وعقابكَ إياهم، فإن كان عقابُك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافًا، لا لك ولا عليكَ، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم، كان فضلاً لك، وإن كان عقابُك إياهم فوق ذنوبهم، اقتصَّ لهم منكَ الفضل»، فتنحى الرجلُ وجعل يهتفُ ويبكي، فقال لهُ - صلى الله عليه وسلم -: «أما تقرأ قول الله تعالى: {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: الآية47]؟ (¬1) وقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهؤلاء شيئًا خيرًا من مفارقتهم، أشهدك أنهم كلهم أحرار. للترمذي.
¬_________
(¬1) الترمذي (3165)، وصحح الألباني إسناده في "صحيح سنن الترمذي" (2531).
10005 - أنس: كنا عند النبي - صلى الله عليه وسلم - فضحك فقال: «هل تدرون مما أضحك؟» قالوا: الله ورسوله أعلم قال: «من مخاطبة العبد ربه فيقول: يارب ألم تجرني من الظلم؟ قال: يقول: بلى، قال: فإني لا أجيز اليوم على نفسي إلا شاهدًا منِّي، فيقولُ: كفى بنفسكَ اليومَ عليكَ شهيدًا، والكرامِ الكاتبينَ شُهودًا، فيختمُ على فيهِ، ويقولُ: لأركانهِ انطقي، فتنطقُ بأعمالهِ، ثم يخلَّى بينهُ وبين الكلامِ، فيقولُ: بعدًا لكنَّ وسحقًا، فعنكنَّ كنتُ أناضلُ». لمسلمٍ. (¬1)
¬_________
(¬1) مسلم (2969).
10006 - أنس رفعهُ: «الظلمُ ثلاثةٌ: فظلمٌ لا يغفرهُ الله، وظلمٌ يغفرهُ الله، وظلمٌ لا يتركهُ الله، فأما الظلمُ الذي لا يغفرهُ الله، فالشركُ، إنَّ الشركَ لظلمٌ عظيمٌ، وأما الظلمُ الذي يغفرهُ الله، فظلمُ العبادِ لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم،
-[211]- وأما الظلمُ الذي لا يتركُهُ الله: فظلم العبادِ بعضهم بعضًا حتى يدينَ لبعضهم من بعضٍ». للبزار وفيه أحمدُ بنُ مالكٍ القشيري (¬1).
¬_________
(¬1) البزار كما في "كشف الأستار" (3439) وقال الهيثمي (10/ 348): البزار عن شيخه أحمد بن مالك القشيري ولم أعرفه وبقية رجاله قد وثقوا على ضعفهم. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3961).

الصفحة 210