كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

10031 - جابر رفعهُ: «شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي». للترمذي.
وقال جابر: من لم يكن من أهلِ الكبائر فمالهُ وللشفاعةِ. (¬1)
¬_________
(¬1) الترمذي (2436)، وقال: حديث حسن غريب، وابن ماجه (4310)، وصححه الألباني في "صحيح سنن الترمذي" (1983).
10032 - أنس قالَ معبدُ بنُ هلالِ العنزي: انطلقنا إلى أنسٍ وتشفعنا بثابتٍ فانتهينا إليه وهو يصلِّي الضحى، فاستأذن لنا ثابتٌ، فدخلنا عليه وأجلس ثابتًا معهُ على سريرهِ، فقال له: يا أبا حمزةَ! إنَّ إخوانكَ من أهلِ البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة، فقال: حدثنا محمدٌ - صلى الله عليه وسلم - قال: «إذا كان يوم القيامةِ ماج الناسُ بعضهم إلى بعضٍ فيأتونَ آدمَ فيقولونَ: اشفع لذريتكَ، فيقولُ: لستُ لها، ولكن عليكُم بإبراهيم، فإنهُ خليلٌ لله، فيأتونَ إبراهيم فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكم بموسى، فإنَّه كليمُ الله، فيؤتى موسى فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكُم بعيسى، فإنَّهُ روحُ الله وكلمتُهُ، فيؤتى عيسى فيقولُ: لستُ لها ولكن عليكم بمحمدٍ - صلى الله عليه وسلم -، فأُوتى فأقولُ: أنا لها، فأنطلقُ فاستأذنُ على ربي فيؤذنُ لي، فأقومُ بين يديهِ فأحمدُهُ بمحامد لا أقدرُ عليها الآنَ يلهمنيهِا الله، ثم أخرُّ لربنا ساجدًا فيقولُ: يا محمدٌ: ارفع رأسك وقل يسمع لك، وسل تعطهُ واشفع تشفَّع، فأقولُ: يا ربِّ أمتي أمتي، فيقالُ: انطلق فمن كان في قلبهِ مثقالُ حبةٍ من برة أو شعيرة من إيمانٍ فأخرجه منها، فأنطلقُ فأفعل، ثم أعودُ إلى ربي فأحمدُهُ بتلك المحامد، ثم أخرَّ لهُ ساجدًا، فيقالُ لي: يا محمدٌ ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع، فأقولُ: يا ربِّ أمتي أمتي، فيقالُ لي: انطلق فمن كان في قلبه مثقالِ حبةٍ من خردلٍ من إيمانٍ فأخرجهُ من النارِ، فأنطلقُ فأفعلُ» هذا حديث أنسٍ
-[216]- الذي أنبأنا بهِ، فخرجنا من عنده فلمَّا كنا بظهرِ الجبانِ قلنا: لو ملنا إلى الحسنِ فسلمنا عليه وهو مستخفٍ في دار أبي خليفة، قال: فدخلنا عليه فسلمنا عليه، فقلنا يا أبا سعيدٍ، جئنا من عند أخيك أبي حمزةَ فلم نسمع بمثلِ حديثٍ حدثناهُ في الشفاعةِ، قال: هيهُ، فحدثناهُ الحديث، فقال: هيهُ، قلنا ما زادنا، قال: قد حدثنا به منذ عشرينَ سنةٍ وهو يومئذٍ
جميعٌ، ولقد تركَ شيئًا لا أدري أنسى أنسى الشيخُ أو كرهَ أن يحدثكُم فتتكلُوا، قلنا لهُ: حدثنا، فضحك، وقال: خلقَ الإِنسانُ من عجلٍ ما ذكرتُ لكم هذا إلاَّ وأنا أريدُ أن أحدثكمُوهُ، قال: «ثم أرجعُ إلى ربي في الرابعةِ فأحمدهُ بتلك المحامد ثم أخرَّ له ساجدًا، فيقالُ لي: يا محمدٌ ارفع رأسكَ، وقل: يسمع لك، وسل تُعطهُ، واشفع تشفَّع، فأقولُ: يا ربِّ! ائذن لي فيمن قال: لا إله إلاَّ الله، قال: فليس ذلك إليك ولكن وعزتي، وكبريائي، وعظمتي وجبريائي لأخرجنَّ منها من قالَ: لا إله إلاَّ الله». للشيخينِ. (¬1)
¬_________
(¬1) البخاري (7510)، ومسلم (193).

الصفحة 215