كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

10097 - علىُّ رفعهُ: «إنَّ في الجنةِ لمجتمعًا للحورِ العينِ، يرفعن بأصواتٍ لم يسمع الخلائقُ بمثلها، يقلن نحنُ الخالداتُ فلا نبيدُ، ونحنُ الناعماتُ فلا نبأس، ونحن الراضياتُ فلا نسخطُ، طوبى لمن كان لنا وكنَّا لهُ». (¬1)
¬_________
(¬1) الترمذي (2564)، وقال أبو عيسى: حديث علي حديث غريب، وأحمد (1/ 471) , وضعفه الألباني (469).
10098 - ابنُ المسيِّب: لقيتُ أبا هريرة فقال لي: أسألُ الله أن يجمع بيننا في سوقِ الجنَّةِ، فقلتُ أفيها سوقُ؟ قال: نعم، أخبرني رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - أنَّ أهل الجنَّةِ إذا دخلُوها نزلُوا فيها بفضل أعمالهم، ثُمَّ يؤذنُ لهم في مقدارِ يوم الجمعةِ من أيام الدُّنيا فيزورونَ ربَّهم، ويبرزُ لهم عرشُه، ويتبدَّى لهم في روضةٍ من رياضِ الجنَّةِ، فيوضعُ لهم منابرُ من نورٍ، ومنابرُ من لؤلؤٍ، ومنابرُ من ياقوتٍ، ومنابرُ من زبرجدٍ، ومنابرُ من ذهبٍ، ومنابرُ من فضةٍ، يجلسُ أدناهُم وما فيهم دنيُّ على كثبانِ المسكِ، وما يرونَ أنَّ أصحابَ الكراسي أفضل منهم مجلسًا، قلتُ: يا رسولَ الله! هل نرى ربنا؟ قالَ: «نعم، هل تتمارونَ في رؤيةِ الشَّمسِ أو القمر ليلة البدرِ؟ قلنا: لا، قال: كذلك لا تتمارون في رؤية ربِّكُم، ولا يبقى في ذلك المجلسُ رجلٌ إلا حاضرهُ الله تعالى محاضرةً، حتَّى يقول للرجل منهم: يا فلانُ بن فلانةٍ أتذكرُ يوم كذا وكذا إذ قلتَ: كذا وكذا؟ فيذكِّرهُ ببعضِ غدراته في الدُّنيا، فيقولُ: يا ربِّ ألم تغفر لي؟ فيقولُ: بلى بسعةِ مغفرتي بلغتَ منزلتك هذهِ، فبينما هم على ذلك، غشيتُهم سحابةٌ من فوقهم، فأمطرتْ عليهم طيبًا لم يجدُوا مثل ريحه شيئًا قطُّ، ويقولُ ربُّنا: قومُوا إلى ما أعددتُ لكم من الكرامةِ، فخذُوا ما اشتهيتُم، فنأتي سوقًا قد حفت به الملائكةُ فيهِ ما لم تنظر العيونُ إلى مثلهِ ولم تسمعْ الآذانُ، ولم يخطر على القلوبِ، فنحملُ منهُ ما اشتُهينا بغير بيعٍ ولا شراءٍ، وفي ذلك السوقِ يلقى أهل الجنَّة بعضهم بعضًا، فيُقبِّلُ الرجلُ من منزلتهِ المرتفعةِ فيلقى ما
-[232]- هو دونه، وما فيهم دنِّى فيروعُهُ ما عليه من اللَّباسِ، فما ينقضي آخرُ حديثهِ حتى يصير عليه ما هو أحسنُ منه، وذلك أنَّه لا ينبغي لأحدٍ أن يحزنَ فيها، ثمَّ ننصرفُ إلى منازلنا فيلقانا أزواجنا، فيقلن مرحبًا وأهلاً، لقد جئتَ وإن لك من
الجمال أفضل مما فارقتنا عليهِ، فنقولُ: إنا زُرنا اليومَ ربَّنا الجبارَ، ويحقُّ لنا أن ننقلبَ بمثل ما انقلبنا». (¬1)
¬_________
(¬1) الترمذي (2549) وقال أبو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه. وضعفه الألباني (462)

الصفحة 231