كتاب جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد (اسم الجزء: 4)

9160 - وعنه رفعه: ((كان فيمن كان قبلكم رجل اسمه الكفل, وكان لا ينزع عن شيء فأتى امرأة علم بها حاجة, فأعطاها عطاءً كثيراً, فلما أرادها على نفسها ارتعدت وبكت, فقال: وما يبكيك؟ قالت: لأن هذا عمل ما عملته قط, وما حملني عليه إلا الحاجة, قال: تفعلين أنت هذا من مخافة الله, فأنا أحرى, اذهبي فلك ما أعطيتك والله لا أعصيه بعدها أبداً, فمات من ليلته, فأصبح مكتوب على بابه, إن الله قد غفر للكفل, فعجب الناس من ذلك حتى أوحى الله إلى نبي زمانهم بشأنه.)) لرزين وللترمذي غير هذا اللفظ (¬1).
¬_________
(¬1) الترمذي (2496)، وقال: حسن، وضعفه الألباني في ضعيف الترمذي (448).
9161 - الحارث بن يزيد البكري رجل من ربيعة قال: قدمت المدينة فدخلت على النبي - صلى الله عليه وسلم - والمسجد غاص بأهله, وإذا رايات سود تخفق, وإذا بلال متقلد السيف بين يدي النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - , فقلت: ما شأن الناس؟ قالوا: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يبعث عمرو بن العاص نحو ربيعة, فقلت: أعوذ بالله أن أكون مثل وافد عاد, فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((وما وافد عاد؟)) فقلت: على الخبير سقطت, إن عادا لما اقحطت بعثت قيلا يستقي لها, فنزل على بكر بن معاوية فسقاه الخمر وغنته الجرادتان, ثم خرج يريد جبال مهرة, فقال: اللهم إني لم آتك لمرض فأداويه, ولا لأسير فأفاديه, فاسق عبدك ما كنت مسقيه, واسق معه بكر بن معاوية, يشكر له الخمر الذي سقاه فرفع له ثلاث سحائب حمراء وبيضاء وسوداء, فقيل له اختر إحداهن فاختار السوداء منهن, فقيل: خذها رمادا رمدداً, لاتذر من عاد أحدًا فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه لم يرسل الريح إلا بمقدار هذه الحلقة, يعني حلقة الخاتم, ثم قرأ {إذ أرسلنا علهم الريح العقيم ما تذر من شيء} الآية.)) للترمذي (¬1).
¬_________
(¬1) الترمذي (3273 - 3274) وابن ماجه (2816)، وقال الألباني في صحيح الترمذي (2611): حسن.
9162 - أبو هريرة رفعه: ((إن ثلاثة من بني إسرائيل, أبرص, وأقرع, وأعمى, فأراد الله تعالى أن يبتليهم, فبعث إليهم ملكاً فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: لون حسن وجلد حسن, ويذهب عني الذي قذرني الناس, فمسحه فذهب عنه قذره, وأعطى لوناً حسناً وجلدا حسناً, قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الإبل أو قال: البقر -شك إسحاق إلا أن الأبرص والأقرع قال أحدهما: الأيل, وقال الآخر: البقر- فأعطى ناقة عشراء فقال: بارك الله لك فيها, فأتى الأقرع فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: شعر حسن, ويذهب عني هذا الذي قذرني
-[34]- الناس، قال: فمسحه فذهب عنه وأعطي شعراً حسنا، قال فأي المال أحب إليك؟ قال البقر: فأعطى بقرة حاملا, قال بارك الله لك فيها, فأتى الأعمى قال: أي شيء أحب إليك؟ قال أن يرد الله إلىَّ بصري فأبصر به الناس, فمسحه فرد الله إليه بصره, قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم, فأعطى شاة والدا فأنتج هذان وولد هذا, وولد هذا, فكان لهذا واد من الإبل, ولهذا واد من البقر, ولهذا واد من الغنم, ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته, فقال: رجل مسكين قد انقطعت بي الحبال في سفري, فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك, أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال بعيراً أتبغ عليه في سفري فقال: الحقوق كثيرة, فقال له: كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس فقيراً فأعطاك الله؟ فقال: إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت, قال: وأتى الأقرع في صورته فقال: مثل ما قال لهذا, ورد عليه مثل مارد عليه هذا, فقال: إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ما كنت, قال: وأتى الأعمى في صورته وهيئته, فقال: رجل مسكين وابن سبيل, انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك, أسألك بالذي رد عليك بصرك شاة, أتبلغ بها في سفري, فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلى بصرى, فخذ ما شئت ودع ما شئت, فوالله لا أجهدك اليوم بشيء
أخذته لله, فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم, فقد رضي عنك وسخط على صاحبيك.)) للشيخين (¬1).
¬_________
(¬1) البخاري (3464)، ومسلم (2964).

الصفحة 33