كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 1)

443 - (د) عقبة بن عامر - رضي الله عنه - أن رسولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قال: «عُهْدَةُ الرقيق ثلاثة أيام» (1) . -[599]-
زاد في رواية: «إنْ وجد دَاءً في الثَّلاثِ ليالٍ رَدَّ بغير بَيِّنة، وإن وجد داءً بعد الثلاث كُلِّف البينةَ: أنه اشتراه وبه هذا الداء» . أخرجه أبو داود (2) .
Sعهدة الرقيق: قال الخطابي: معنى قوله: «عهدة الرقيق» أن يشتري العبد أو الجارية، فلا يشترط البائع البراءة من العيب، فما أصاب المشتري به من العيب في الأيام الثلاثة، فهو من مال البائع، ويُرَدُّ بلا بينة، فإن وجد به عيبًا بعد الثلاث، لم يُردَّ إلا ببينة، قال: وإليه ذهب مالك، وقال مالك: عهدة الأدواء المُعضلة كالجذام، والبرص سنة، فإذا مضت السنة بريء البائع من العهدة، وكان الشافعي لا يعتبر الثلاث ولا السنة في شيء منها، وينظر إلى العيب، فإن كان مما يحدث مثله في مثل هذه المدة التي اشتراه فيها إلى وقت الخصومة، فالقول قول البائع مع يمينه، وإن كان لا يمكن حدوثه في تلك المدة، رده -[600]- على البائع.
__________
(1) رقم (3506 و 3507) في الإجارة، باب عهدة الرقيق.
(2) قال أبو داود: هذا التفسير من كلام قتادة، وقال المنذري في مختصره 5/157: الحسن - روايه عن عقبة - لم يصح له سماع من عقبة بن عامر، ذكر ذلك ابن المديني وأبو حاتم الرازي، فهو منقطع، وقد وقع فيه أيضاً الاضطراب، فأخرجه الإمام أحمد في مسنده. وفيه " عهدة الرقيق أربع ليال " وأخرجه ابن ماجة في " سننه "، وفيه " لا عهدة بعد أربع "، وقيل فيه أيضاً " عن سمرة، أو عقبة " على الشك. فوقع الاضطراب في متنه وإسناده، وقال البيهقي: وقيل عنه عن سمرة. وقال أبو بكر الأثرم: سألت أبا عبد الله - يعني ابن حنبل - عن العهدة، قلت: إلى أي شيء تذهب فيها؟ فقال: ليس في العهدة حديث يثبت، هو ذاك الحديث، حديث الحسن. وسعيد - يعني ابن أبي عروبة - أيضاً يشك فيه. يقول: عن سمرة أو عقبة.
Mمعلول بالإرسال:
1 - أخرجه أحمد (4/150) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا هشام. وفي (4/152) قال: حدثنا إسماعيل، عن سعيد. وفي (4/152) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. والدارمي (2554) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان بن يزيد. وفي (2555) قال: أخبرنا يزيد بن هارون، عن همام. وأبو داود (3506) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: حدثنا أبان. وفي (3507) قال: حدثنا هارون بن عبد الله، قال: حدثني عبد الصمد، قال: حدثنا همام، خمستهم - هشام، وسعيد، وشعبة، وأبان، وهمام- عن قتادة.
2- وأخرجه أحمد (4/143) ، وابن ماجة (2245) قال: حدثنا عمرو بن رافع. كلاهما -أحمد، وعمرو- قالا: حدثنا هشيم، عن يونس بن عبيد.
كلاهما - عن الحسن «فذكره» .
قلت: قال أبو حاتم: ليس هذا الحديث عندي بصحيح. وهذا عندي مرسل. العلل (1/395) [1184] .

الصفحة 598