كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 1)

459 - (ت) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «لُعِنَ عَبدُ الدِّينارِ، ولُعِنَ عَبْدُ الدِّرْهَم» . أخرجه الترمذي (1) .
__________
(1) رقم (2376) في الزهد، باب لعن عبد الدينار. وحسنه الترمذي مع أن فيه عنعنة الحسن.
Mإسناده ضعيف للانقطاع: أخرجه الترمذي (2375) قال: حدثنا بشر بن هلال الصواف، قال: حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن يونس، عن الحسن، فذكره.
قلت: والصحيح لفظ: «تَعِس عبدُ الدينار، وعبد الدرهم، وعبد الخميصة، إن أُعْطِيَ رضي، وإن لم يُعط سخط، تعس وانتكس، إذا شيك فلا انتَقَشَ، طوبى لعبد آخذٍ بعنان فرسه في سبيل الله، أشعث رأسه، مُغْبَرةٍ قدماه، إن كان في الحراسة كان في الحراسة، وإن كان في السَّاقة كان في الساقة، إن استأذن لم يؤذن له، وإن شفع لم يُشَفَّع» .
أخرجه البخاري (4/41، 8/114) قال: حدثنا يحيى بن يوسف، قال: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين. وفي (4/41) قال: وزادنا عمرو، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، عن أبيه. وابن ماجة (4135) قال: حدثنا الحسن بن حماد، قال: حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، وفي (4136) قال: حدثنا يعقوب بن حميد، قال: حدثنا إسحاق بن سعيد، عن صفوان، عن عبد الله بن دينار.
كلاهما - أبو حصين، وعبد الله بن دينار- عن أبي صالح، فذكره.
* الروايات مطولة ومختصرة، واللفظ لعبد الله بن دينار عند البخاري.
* قال أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري (4/41) : لم يرفعه إسرائيل ومحمد بن جحادة عن أبي حصين.
460 - (خ س) ابن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: «أيُّكُم مالُ وارِثِه أحبُّ إليه من ماله؟» قالوا: يا رسول الله، ما مِنَّا أحدٌ إلا مالُه أحبُّ إليه، قال: «فإنَّ مَالَهُ ما قَدَّمَ،، مالَ وَارِثِهِ ما أخَّرَ» . أخرجه البخاري والنسائي (1) .
__________
(1) البخاري 11/221 في الرقاق، باب ما قدم من ماله فهو له، والنسائي 6/237، 238 في الوصايا، باب الكراهية في تأخير الوصية. قال ابن بطال وغيره: وفي الحديث التحريض على تقديم ما يمكن تقديمه من المال في وجوه القربة والبر لينتفع به في الآخرة، فإن كل شيء يخلفه المورث يصير ملكاً للوارث، فإن عمل فيه بطاعة الله اختص بثواب ذلك، وكان ذلك الذي تعب في جمعه ومنعه، وإن عمل فيه بمعصية الله، فذاك أبعد لمالكه الأول من الانتفاع به وإن سلم من تبعته، ولا يعارضه قوله صلى الله عليه وسلم لسعد " إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة " لأن حديث سعد محمول على من تصدق بماله كله أو معظمه في مرضه، وحديث ابن مسعود في حق من يتصدق في صحته وشحه.
Mصحيح: أخرجه أحمد (1/382) (3626) قال: حدثنا أبو معاوية. والبخاري (8/116) قال: حدثني عمر ابن حفص، قال: حدثني أبي، وفي الأدب المفرد (153) قال: حدثنا محمد بن سلام، قال: أخبرنا أبو معاوية. والنسائي (6/237) قال: أخبرنا هناد بن السري، عن أبي معاوية.
كلاهما - أبو معاوية، وحفص بن غياث- عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، فذكره.
* صرح الأعمش بالتحديث في رواية حفص بن غياث به.
461 - (ت س) أبو وائل - رضي الله عنه - قال: جاء معاوية إلى أبي هاشم بن عُتْبَةَ - وهو مريضٌ يعوده - فوَجَدَهُ يَبْكي، فقالَ: يا خَالُ، ما يُبْكِيكَ؟ أوَجَعٌ يُشْئِزُكَ، أمْ حِرْصٌ على الدنيا؟ قال: كَلاَّ، ولكنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - عَهِدَ إلينا عَهْدًا لم آخُذْ به، قال: وما ذلك؟ قال: سَمِعْتُهُ يقول: -[612]- «إنَّما يَكْفي مِنْ جَمعِ المال خادمٌ، ومَركبٌ في سبيل الله، وأجِدُني اليومَ قد جمعت» . هذه رواية الترمذي.
وأخرجه النسائي عن أبي وائل عن سَمُرة بن سَهْمٍ - رجل من قومه - قال: نزلتُ على أبي هاشم بن عُتْبَةَ - وهو طَعينٌ - فأتاهُ معاوية يعودُه، فبكى أبو هاشم ... وذكر الحديث (1) .
ورأيتُ قد زاد فيه رزين: فلما ماتَ حُصِّلَ ما خَلَّفَ، فبلغَ ثلاثين درهمًا، وحُسِبَتْ فيه القَصْعَةُ التي كان يَعْجِنُ فيها، وفيها كان يأكُلُ، ولم أجد هذه الزيادة.
Sيُشْئِزُكَ: يُقْلِقُكَ، يقال: أَشأزني الشيء، فشئِزْتُ، أي: أقلقني فقلقت. -[613]-
طعين: المطعون، وهو الذي أصابه الطاعون.
__________
(1) وذكره الحافظ المنذري في " الترغيب والترهيب " 4/123 في عيش السلف وقال: رواه الترمذي والنسائي، ورواه ابن ماجة عن أبي وائل عن سمرة بن سهم عن رجل من قومه، لم يسمه، قال: " نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو مطعون، فأتاه معاوية - وذكر الحديث " ورواه ابن حبان في " صحيحه " عن سمرة بن سهم قال: نزلت على أبي هاشم بن عتبة وهو مطعون، فأتاه معاوية ... فذكر الحديث.
وأبو هاشم: هو أبو هاشم بن عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف، القرشي العبشمي، خال معاوية بن أبي سفيان، وأخو أبي حذيفة لأبيه، وأخو مصعب بن عمير لأمه، أمهما: خناس بنت مالك القرشية العامرية، قيل: اسمه شيبة، وقيل: هشيم، وقيل: مهشم، أسلم يوم الفتح، وسكن الشام، وتوفي في خلافة عثمان، وكان من زهاد الصحابة وصالحيهم، وكان أبو هريرة إذا ذكره قال: " ذاك الرجل الصالح ". والحديث أخرجه الترمذي رقم (2328) في الزهد، باب في هم الدنيا وحبها، والنسائي 8/218، 219 في الزينة، باب اتخاذ الخادم والمركب، وابن ماجة رقم (4103) في الزهد، باب الزهد في الدنيا.
Mإسناده ضعيف: أخرجه أحمد (5/290) قال: حدثنا معاوية بن عمرو. قال: حدثنا زائدة. وابن ماجة (4103) قال: حدثنا محمد بن الصباح. قال: أنبأنا جرير. والنسائي (8/218) قال: أخبرنا محمد بن قدامة، عن جرير. كلاهما - زائدة، وجرير- عن منصور، عن أبي وائل، عن سمرة بن سهم، رجل من قومه، فذكره.
* وأخرجه أحمد (3/443) قال: حدثنا أبو معاوية. قال: حدثنا الأعمش. وفي (3/444) قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن الأعمش. ومنصور. والترمذي (2327) قال: حدثنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش. والنسائي من الكبرى (الورقة 130 ب) قال: أخبرنا محمود بن غيلان. قال: حدثنا عبد الرزاق. قال: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش.
كلاهما - الأعمش، ومنصور- عن شقيق أبي وائل. قال: دخل معاوية على أبي هاشم بن عتبة، وهو مريض يبكي، فذكره بمعناه. ليس فيه (سمرة بن سهم) .
قلت: الإسناد الأول به «مبهم» ، والثاني فيه الأعمش وقد دلسه كما ترى.

الصفحة 611