580 - (خ ت) ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: {لا يَسْتَوِي القَاعِدُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ} [النساء: 95] عَنْ بَدْرٍ والخارجون إليها.
هذه رواية البخاري.
وزاد الترمذي: لما نزلت غزوةُ بدرٍ، قال عبد بن جَحْشٍ (¬1) ، وابن أُمِّ مكتومٍ: إِنَّا أعمَيَان يا رسولَ الله، فهل لنا رُخْصةٌ؟ فنزلت: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غيرُ أولي الضَّرَرِ} و {فَضَّلَ الله المجاهدين على القاعدين درجةً} فهؤلاء القاعدون غير أولي الضَّرَرِ، {وفَضَّلَ الله المجاهدين على القاعدين أجراً عظيماً. درجاتٍ منه} على القاعدين من المؤمنين غير أولي الضرر (¬2) .
¬__________
(¬1) عبد بن جحش، بدون إضافة، أبو أحمد، وكان أعمى، وهو مشهور بكنيته، وهو أخو عبد الله بن جحش، كما حققه العلماء، كالحافظ ابن حجر العسقلاني، والعيني، وغيرهما.
(¬2) البخاري 7 / 226 في المغازي، باب قول الله تعالى {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} ، والترمذي رقم (3035) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وحسنه، وقوله في الحديث: فهولاء القاعدون غير أولي الضرر ... إلى آخره، مدرج في الخبر. قال الحافظ ابن حجر في " الفتح " 8 / 197: هو من كلام ابن جريج، بينه الطبري فأخرج من طريق حجاج نحو ما أخرجه الترمذي إلى قوله " درجة ".
Mصحيح: أخرجه البخاري (5/93، 6/60) قال حدثني إبراهيم بن موسى قال أخبرنا هشام وفي (6/60) قال حدثني إسحاق قال أخبرنا عبد الرزاق، و «الترمذي» (3032) قال: حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني قال حدثنا الحجاج بن محمد.
ثلاثتهم - هشام، وعبد الرزاق، والحجاج - عن ابن جريج قال أخبرني عبد الكريم أنه سمع مقسما مولى عبد الله بن الحارث فذكره.
581 - (خ ت د س) زيد بن ثابت - رضي الله عنه - أن رسول الله -[101]- أَمْلى عَليَّ: {لا يستوي القاعدُون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} فجاءه ابنُ أُم مكتومٍ - وهو يُمِلُّها عَليَّ فقال: واللهِ يا رسولَ اللهِ، لو أَستطيعُ الجهادَ لجاهدتُ - وكان أَعمى - فأنزل الله عز وجل على رسول الله صلى الله عليه وسلم - وفخِذُهُ على فَخِذِي - فثَقُلَتْ علَيَّ، حَتَّى خِفْتُ أَن تُرَضَّ فَخِذِي، ثُمَّ سُرِّيَ عنه، فأنزل الله عز وجل: {غيرُ أُولِي الضَّرَرِ} .
أخرجه البخاري والترمذي والنسائي.
وفي رواية أبي داود قال: كنتُ إلى جَنبِ رسول الله صلى الله عليه وسلم فَغَشِيَتْهُ السَّكِينةُ، فَوَقَعَتْ فَخِذُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم على فخذي، فما وجدت ثقل شيء أثقل من فخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم سُرِّيَ عنه، فقال لي: «اكتُبْ» ، فكَتَبْتُ في كَتِفٍ: {لا يسْتَوِي القَاعِدُونَ ... } إلى آخر الآية. فقام ابن أم مَكْتُومٍ - وكان رجلاً أَعمى - لمَّا سمع فضيلة المجاهدين، فقال: يا رسول الله، فكيف بمن لا يستَطيع الجهاد من المؤمنين؟ فلمَّا قَضَى كلامَه غَشِيَتْ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم السَّكِينَةُ، فوَقعَتْ فَخِذُهُ على فخذي، ووجدتُ من ثِقلِها في المرة الثانية كما وجدتُ في المرة الأولى، ثم سُرِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:: اقرأ يا زيدُ، فقَرأْتُ: {لا يستوي القاعدون من المؤمنين} فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ ... } الآية كلها، قال زيد: أنزلَها اللَّهُ وَحْدَها، فَألْحَقَها: «والذي نفسي بيده، لَكَأَنِّي أَنظُرُ إِلى مُلْحَقِها عِنْدَ صَدْعٍ في كَتِفٍ» (¬1) . -[102]-
S (يرض) الرَّضُّ: شبه الدَّقِّ والكسر من غير إبانة.
(السكينة) فعيلة من السكون، والمراد بها: ما كان يأخذه صلى الله عليه وسلم عند الوحي من ذلك.
(كتف) الكتف: عظم كتف الشاة العريض.
¬__________
(¬1) البخاري 6 / 34 في الجهاد، باب قول الله تعالى {لا يستوي القاعدون من المؤمنين غير أولي الضرر} ، وفي تفسير سورة النساء، باب {لا يستوي القاعدون من المؤمنين والمجاهدون في سبيل الله} -[102]-، والترمذي رقم (3036) في التفسير، باب ومن سورة النساء، وأبو داود رقم (2507) في الجهاد، باب الرخصة في القعود من العذر، وإسناده حسن. والنسائي 6 / 9 و 10 في الجهاد، باب فضل المجاهدين على القاعدين.
Mأخرجه أحمد (5/184) قال: حدثنا يعقوب - ابن إبراهيم. و «البخاري» (4/30) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الله، وفي (6/59) قال: حدثنا إسماعيل بن عبد الله. و «الترمذي» (3033) قال: حدثنا عبد بن حميد، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. و «النسائي» (6/9) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله، قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثلاثتهم - يعقوب، وعبد العزيز إسماعيل قالوا: حدثنا إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان.
2- وأخرجه النسائى (6/9) قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن يزيع قال: حدثنا بشر- يعني ابن الفضل - قال: أنبأنِا عبد الرحمن بن إسحاق.
كلاهما - صالح بن كيسان، وعبد الرحمن - عن الزهري، عن سهل بن سعد، عن مروان بن الحكم فذكره.