583 - (خ) محمد بن عبد الرحمن [وهو أبو الأسود من تَبَع التابعين]- رحمه الله - قال: قُطعَ على أَهل المدينةِ بَعْثٌ فَاكْتُتِبْتُ فيه، فلقيتُ عِكْرِمةَ موْلى ابن عباسٍ فأخبرتُهُ، فنهاني عن ذلك أَشدّ النهي، ثم قال: أَخبرني ابنُ عباسٍ - رضي الله عنهما- أنَّ ناساً من المسلمين كانوا مع المشركين، يُكَثِّرُونَ سوادَ المشركِينَ على عهد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم: يأتي -[104]- السَّهْمُ يُرْمَى به، فيُصيبُ أَحَدَهُمْ فيقتُله، أو يُضْرَبُ فَيُقتَلُ، فأنزل اللهُ {إنَّ الذين تَوَفَّاهُم الملائِكةُ ظالمِي أَنْفُسِهم ... } [النساء: 97] . أَخرجه البخاري (¬1) .
¬__________
(¬1) 8 / 197، 198 في تفسير سورة النساء، باب {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم} ، وفي الفتن، باب من كره أن يكثر سواد الفتن والظلم، وأخرج الطبري رقم (10260) من حديث عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: كان قوم من أهل مكة أسلموا فكانوا يستخفون بالإسلام فأخرجهم المشركون يوم بدر معهم، فأصيب بعضهم، فقال المسلمون: كان أصحابنا هؤلاء مسلمين، وأكرهوا فاستغفروا لهم، فنزلت {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم قالوا فيم كنتم ... } الآية، قال: فكتب إلى من بقي بمكة من المسلمين بهذه الآية: لا عذر لهم، قال: فخرجوا، فلحقهم المشركون، فأعطوهم الفتنة، فنزلت {ومن الناس من يقول آمنا بالله فإذا أوذي في الله ... } الآية، فكتب المسلمون إليهم بذلك، فحزنوا وأيسوا من كل خير، ثم نزلت فيهم {إن ربك للذين هاجروا من بعد ما فتنوا ثم جاهدوا وصبروا إن ربك من بعدها لغفور رحيم} فكتبوا إليهم بذلك: إن الله قد جعل لكم مخرجاً فخرجوا فأدركهم المشركون فقاتلوهم حتى نجا من نجا وقتل من قتل.
Mصحيح: أخرجة البخاري (6/، 60 9/65) و «النسائي» في الكبرى «تحفة الأشراف» (6210) عن زكريا بن يحيى عن إسحاق بن إبراهيم كلاهما -البخاري وإسحاق بن إبراهيم - عن عبد الله بن يزيد المقرئ قال: حدثنا حيوة وغيره قالا حدثنا محمد عبد الرحمن أبو الأسود فذكره.