كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 2)

560 - (م) عبادة بن الصامت - رضي الله عنه - قال: كان نبي الله - صلى الله عليه وسلم- إذا أُنزِلَ عليه كُرِبَ (¬1) لذلك وتَرَبَّدَ وَجْهُهُ، قال: فَأُنزِلَ عليه ذاتَ يوَمٍ فَلُقِي كذلك، فلما سُرِّيَ عنه، قال: خُذُوا عَنِّي، خُذوا عني، فقد جعل -[85]- الله لهن سبيلاً (¬2) ، البكْرُ بالبِكْر، جَلدُ مائةٍ ونفْيُ سَنَةٍ، والثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ، جَلدُ مائةٍ والرجم. أخرجه مسلم (¬3) .
S (تربَّد وجهه) : أي تغير حتى صار كلون الرماد، والرَّبدة: لون بين السواد والغبرة.
(سُرِّيَ عنه) أي: كُشف ما نزل به من شدة الوحي.
¬__________
(¬1) قال النووي: هو بضم الكاف وكسر الراء، وتربد وجهه: أي علته غبرة و " الربد ": تغير البياض إلى السواد، وإنما يحصل له ذلك لعظم موقع الوحي، قال الله تعالى: {إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً} .
(¬2) قال النووي في " شرح مسلم ": أما قوله صلى الله عليه وسلم: " فقد جعل الله لهن سبيلا " فأشار إلى قوله تعالى: {فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلاً} فبين النبي صلى الله عليه وسلم أن هذا هو ذلك السبيل.
واختلف العلماء في هذه الآية، فقيل: هي محكمة، وهذا الحديث مفسر لها، وقيل: منسوخة بالآية التي في أول سورة النور، وقيل: إن آية النور في البكرين، وهذه الآية في الثيبين، وأجمع العلماء على وجوب جلد الزاني البكر مائة، ورجم المحصن وهو الثيب، ولم يخالف في هذا أحد من أهل القبلة، إلا ما حكى القاضي عياض وغيره عن الخوارج وبعض المعتزلة، كالنظام وأصحابه فإنهم لم يقولوا بالرجم.
وأما قوله عليه الصلاة والسلام " البكر بالبكر، والثيب بالثيب " فليس هو على سبيل الاشتراط، بل حد البكر: الجلد والتغريب، سواء زنا ببكر أم بثيب، وحد الثيب: الرجم، سواء زنا بثيب أم ببكر، فهو شبيه بالتقييد الذي يخرج على الغالب.
واعلم أن المراد بالبكر من الرجال والنساء: من لم يجامع في نكاح صحيح، وهو بالغ عاقل، سواء كان جامع بوطء شبهة أو نكاح فاسد أو غيرهما أم لا، والمراد بالثيب: من جامع في دهره مرة في نكاح صحيح، وهو بالغ عاقل حر، والرجل والمرأة في هذا سواء، وسواء في هذا كله: المسلم والكافر، والرشيد والمحجور عليه لسفه.
(¬3) رقم (1690) في الحدود، باب حد الزنى، وأخرجه أحمد 5 / 318، وأبو داود رقم (4415) في الحدود، باب في الرجم، والترمذي رقم (1434) في الحدود، باب ما جاء في الرجم على الثيب، والطبري رقم (8806) و (8807) ، والبيهقي 8 / 210.
Mصحيح: أخرجه أحمد 5/313) و «الدارمي» (2333) قال: أخبرنا عمرو بن عون. و «مسلم» 5/115) قال حدثنا يحيى بن يحيى التميمي (ح) وحدثنا عمرو والناقد و «أبو داود» (4416) قال حدثنا وهب بن بقية ومحمد بن الصباح بن سفيان، و «الترمذي» (1434) قال حدثنا قتيبة و «النسائي» «في الكبرى» «تحفة الأشراف» (5083) عن قتيبة سبعتهم - أحمد، وعمرو بن عون، ويحيى بن يحيى، وعمرو الناقد، ووهب، وابن الصباح، وقتيبة - عن هشيم قال أخبرنا منصور، هو ابن زاذان.
2- وأخرجه أحمد (5/317) قال حدثنا عفان قال حدثنا حماد قال أخبرنا قتادة وحميد.
3- وأخرجه أحمد (5/318) قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا سعيد - هو ابن أبي عروبة -وفي (5/320) قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة (ح) وحدثنا حجاج قال سمعت شعبة. وفي (5/320) قال حدثنا عبد الله بن بكر قال حدثنا سعيد. و «الدارمي» (2332) قال أخبرنا بشر بن عمر الزهراني قال حدثنا حماد بن سلمة. و «مسلم» (5/115) قال حدثنا محمد بن المثنى وابن بشار جميعا عن عبد الأعلى قال حدثنا سعيد (ح) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار قال حدثنا محمد بن جعفر قال حدثنا شعبة (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، قال: حدثني أبي. وفي (7/82) قال: حدثنا محمد بن المثني، وقال: حدثنا عبد الأعلى، قال: حدثنا سعيد (ح) وحدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا معاذ بن هشام، وقال: حدثنا أبي. و «أبو داود» (4415) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة، و «النسائي» في فضائل القران (5) قال: أخبرنا عمرو بن يزيد، قال: حدثنا سيف ابن عبيد الله، قال: حدثنا سرار، -هو ابن مجشر - عن سعيد، وفي الكبرى «تحفة الأشراف» (5083) عن محمد بن عبد الأعلى، عن يزيد بن زريع، عن سعيد بن أبي عروبة، (ح) وعن شعيب بن يوسف، عن يحيى القطان، عن سعيد بن أبي عروبة، خمستهم - سعيد، وشعبة، وحماد، وهشام، وسرار - عن قتادة.
4- وأخرجه النسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (5083) عن أحمد عن حرب الموصلي، عن قاسم بن يزيد الجرمي، عن سفيان، عن سفيان عن يونس بن عبيد.
أربعتهم - منصور، وقتادة، وحميد، ويونس - عن الحسن، عن حطان بن عبد الله الرقاشي، فذكره.
أخرجه عبد الله بن أحمد (5/327) قال: -حدثنا شيبان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير بن حازم، قال: حدثنا الحسن، قال: قال عبادة، فذكره، ليس فيه حطان بن عبد الله الرقاشي.
وأخرجه ابن ماجة (2550) قال: حدثنا بكر بن خلف أبو بشر، قال: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن يونس بن جبير عن حطان بن عبد الله عن عبادة بن الصامت، فذكره.

الصفحة 84