كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 2)

474 - (خ م ت) - أنس بن مالك - رضي الله عنه -: أنَّ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: يا رسول الله، لو صلَّينا خلفَ المقامِ؟ فنزلت: {وَاتَّخِذُوا (¬1) من مَقامِ إِبراهِيمَ مُصلّى} [البقرة: 125] . هذا طرفٌ من حديثٍ أَخْرَجه البخاري ومسلم.
وَأَوَّلُ حديثهما، قال عمر: «وافقت ربِّي في ثلاثٍ» هذا أحدها. والحديثُ مذكورٌ في فضائل عمر، في كتاب الفضائل من حرف الفاء، والذي أخرجه الترمذي: هو هذا القدر مُفرَداً، فيكون متفقاً بينهم. وفي رواية أخرى للترمذي. قال: قال عمر، قلت: يا رسولَ الله، لو اتخذتَ من مقامِ إبراهيمَ مُصَلَّى؟ فنزلت (¬2) .
¬__________
(¬1) قال الحافظ: الجمهور على كسر الخاء من قوله " واتخذوا " بصيغة الأمر، وقرأ نافع وابن عامر بفتح الخاء بصيغة الخبر، والمراد: من اتبع إبراهيم، وهو معطوف على قوله: جعلنا ... وتوجيه قراءة الجمهور أنه معطوف على ما تضمنه قوله " مثابة " كأنه قال: ثوبوا واتخذوا، أو معمول لمحذوف، أي: وقلنا: اتخذوا، ويحتمل أن تكون الواو للاستئناف.
(¬2) البخاري 8 / 128 في التفسير، باب {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى} ، وفي القبلة، باب ما جاء في القبلة، ومن لا يرى الإعادة على من سها فصلى إلى غير القبلة، وفي تفسير سورة الأحزاب، باب قوله تعالى {لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} ، وفي تفسير سورة التحريم، وأخرجه مسلم رقم -[10]- (2399) في فضائل الصحابة، باب من فضائل عمر، من حديث ابن عمر، والترمذي رقم (2962) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، ورقم (2963) في التفسير، باب ومن سورة البقرة، وأخرجه ابن ماجة رقم (1009) في الصلاة، باب القبلة. قال ابن الجوزي: إنما طلب عمر الاستنان بإبراهيم عليه السلام مع النهي عن النظر في كتاب التوراة، لأنه سمع قول الله تعالى في حق إبراهيم: {إني جاعلك للناس إماماً} وقوله تعالى: {أن اتبع ملة إبراهيم} فعلم أن الإئتمام بإبراهيم من هذه الشريعة، ويكون البيت مضافاً إليه وأن أثر قدميه في المقام كرقم الباني في البناء ليذكر به بعد موته، فرأى الصلاة عند المقام كقراءة الطائف بالبيت اسم من بناه.
Mصحيح: بلفظ: «وافقت ربي في ثلاث: في مقام إبراهيم، وفي الحجاب، وفي أسارى بدر» .
أخرجه مسلم (7/115) قال: حدثنا عقبة بن مكرم العمي، قال: حدثنا سعيد بن عامر، قال: حدثنا جويرية بن أسماء، أخبرنا عن نافع، عن ابن عمر فذكره.

الصفحة 9