كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 3)

1282 - (م) أبو الزبير -رحمه الله-: أن جابراً - رضي الله عنه -: سئل عن المهل؟ فقال: «سَمِعْتُ - أحسبه رَفع إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - (¬1) - قال: مُهَلُّ أهل -[17]- المدينة: من ذي الحُلَيْفَةِ، والطريق الآخر: الجُحفَةُ، ومُهَلُّ أهلِ العراق ذاتُ عِرقٍ، ومُهلُّ أهلِ نجدِ: من قَرْنٍ، ومُهلُّ أهلِ اليمن: من يَلَمْلَمَ» . أخرجه مسلم (¬2) .
S (مُهل) : موضع الإهلال، يعني به: الميقات، وموضع الإحرام.
¬__________
(¬1) قال النووي في " شرح مسلم " 1 / 375: وقوله: أحسبه رفع إلى النبي صلى الله عليه وسلم. لا يحتج بهذا الحديث مرفوعاً، لكونه لم يجزم برفعه. اهـ.
ولكن حديث عائشة والحارث بن عمرو السهمي رقم (1284) و (1285) يشهدان له. وقد قال الحافظ في " الفتح " 3 / 308: وقد أخرجه أحمد من رواية ابن لهيعة وابن ماجة من رواية إبراهيم بن يزيد كلاهما عن أبي الزبير فلم يشكا في رفعه. ووقع في حديث عائشة وفي حديث الحارث بن عمرو السهمي كلاهما عن أحمد وأبي داود والنسائي. وهذا يدل على أن للحديث أصلاً فلعل من -[17]- قال: إنه غير منصوص: لم يبلغه، أو رأى ضعف الحديث باعتبار أن كل طريق لا يخلو عن مقال، ولكن الحديث بمجموع الطرق يقوى.
(¬2) رقم (1183) في الحج، باب مواقيت الحج والعمرة.
Mضعيف:
1 - أخرجه أحمد (2/181) قال: حدثنا يزيد، قال: أخبرنا حجاج.
2- وأخرجه أحمد (3/333) قال: حدثنا روح. ومسلم (4/7) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم، قال: أخبرنا روح بن عبادة. (ح) وحدثني محمد بن حاتم، وعبد بن حميد، كلاهما عن محمد بن بكر، و «ابن خزيمة» (2592) قال: حدثنا محمد بن معمر القيسي، قال: حدثنا محمد (يعني ابن بكر) كلاهما -روح، وابن بكر) عن ابن جريج.
3 - وأخرجه أحمد (3/336) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا ابن لهيعة.
4 - وأخرجه ابن ماجة (2915) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا إبراهيم بن يزيد. أربعتهم -حجاج، وابن جريج، وابن لهيعة، وإبراهيم - عن أبي الزبير. فذكره.
قلت: قوله: أخرجه مسلم صحيح، ولكنه لم يصرح برفعه، وفي ذلك يقول الزيلعي في «نصب الراية» (3/12) وهذا شك الراوي في رفعه، ثم ذكر رواية ابن ماجة، وقال فيها: وهذه الرواية ليس فيها شك من الراوي، إلا أن إبراهيم بن يزيد الخوزي لا يحتج بحديثه، وأخرجه الدارقطني في «سننه» وابن أبي شيبة، وإسحاق بن راهويه، وأبو يعلى الموصلي في «مسانيدهم» عن حجاج، عن عطاء، عن جابر، وحجاج أيضا لا يحتج به.

الصفحة 16