الكتاب الرابع: في الحياء
1951 - (ت) عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «اسْتحْيُوا مَنَ الله حَقَّ الْحَياءِ، قُلنا: إنَّا لَنسْتَحيي من الله يا رسولَ الله، والحمدُ لله، قال: لَيس ذَلِكَ، ولكنَّ الاسْتِحياءَ مِنَ الله حَقَّ الْحَياءِ: أنْ تَحْفَظ الرَّأْسَ ومَا وَعى، والْبَطْنَ ومَا حَوى، وتذْكُرَ المَوتَ والبلى، وَمنْ أرادَ الآخِرَةَ تَرَك زِينَةَ الدُّنيا، وآثَرَ الآخِرَةَ عَلى الأُولى، فَمنْ فَعلَ ذِلكَ فَقَدِ اسْتَحْي من الله حقَّ الحياءِ» . أخرجه الترمذي (¬1) .
S (البطن وما حوى والرأس وما وعى) : يعني «بما حوى» المأكول والمشروب، و «بما وعى» السمع والبصر واللسان، والمراد به الحث -[617]- على الحلال من الرزق، واستعمال هذه الجوارح فيما يُرضي الله تعالى.
¬__________
(¬1) رقم (2460) في صفة القيامة، باب رقم 25، وفي سنده الصباح بن محمد بن أبي حازم البجلي الأحمسي الكوفي، وهو ضعيف، قال المنذري في " الترغيب والترهيب " ورواه الطبراني مرفوعاً من حديث عائشة، أقول: وقد صححه الحاكم، ووافقه الذهبي، وهو كما قالا، فإن له شواهد يرتقي بها.
Mمحتمل التحسين لشواهده: أخرجه أحمد (1/387) (3671) . والترمذي (2458) قال: ثنا يحيى ابن موسى.
كلاهما (أحمد ويحيى بن موسى) قالا: ثنا محمد بن عبيدة قال: ثنا أبان بن إسحاق، عن الصباح بن محمد، عن مرة الهمداني فذكره.
قلت: مداره على الصباح وقد ضعفوه.
قال زكي الدين المنذري: أبان والصباح مختلف فيهم، وقد ضعف الصباح برفعه هذا الحديث، وصوابه عن ابن مسعود موقوفا عليه، ورواه الطبراني من حديث عائشة مرفوعا. الترغيب (2605) بتحقيقي.
قلت: وبابة هذه الأخبار التساهل في قبولها. والله أعلم.