كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 3)

1363 - (د س) أنس بن مالك -رضي الله عنه-: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-: صلَّى الظهْر، ثم ركبَ راحِلَتهُ، فَلمَّا عَلا على جَبَلِ البَيْدَاءِ أهَلَّ» . أخرجه أبو داود والنسائي.
وفي أخرى للنسائي: «أنَّ رسولَ الله -صلى الله عليه وسلم-:صلى الظُّهْرَ بالبَيْداءِ، ثم رَكبَ وصَعِدَ جبلَ البيداءِ، وأهلَّ بالحجِّ والعُمرَةِ حين صلى الظُّهرَ» (¬1) .
¬__________
(¬1) أخرجه أبو داود رقم (1774) في المناسك، باب وقت الإحرام، والنسائي 5 / 127 و 162 في الحج، باب البيداء، وباب العمل في الإهلال، وفيه عنعنة الحسن البصري.
Mأخرجه أبو داود في الحج (21:5) عن أحمد بن حنبل، عن روح، عن أشعث، عنه به. والنسائي فيه (الحج 25 و 56) عن إسحاق بن إبراهيم، عن النضر بن شميل، عن أشعث معناه. و (143) عن أحمد بن الأزهر، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن أشعث أتم منه.
كلاهما عن الحسن بن أبي الحسن، عنه، فذكره.
1364 - (د) سعيد بن جبير قال: «قلت لابن عباسٍ -رضي الله عنهما-يا أبا العَباسِ، عَجِبْتُ لاختِلافِ أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في إهلالِ -[84]- رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حين أوجبَ، فقال: إني لأَعْلمُ الناس بذلك، إنَّها إنما كانت من رَسُولِ الله -صلى الله عليه وسلم- حَجَّةٌ واحدةٌ، فمِنْ هناكَ اخْتَلَفُوا: خَرجَ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حاجّاً، فلما صلى في مسجدِهِ بذي الحُلَيفةِ ركْعَتَيْهِ، أوجبَهُ في مَجْلِسِهِ، فأهلَّ بالحجِّ حين فَرغَ من ركعتيهِ، فَسمِعَ ذلك منه أقوامٌ، فَحَفِظَتْهُ عنه، ثم ركبَ، فَلَمَّا استَقَلَّتْ به ناقتُهُ أهلَّ، وأَدْركَ ذلك منه أقوامٌ - وذلك: أنَّ النَّاسَ إنَّما كانُوا يأتُونَ أرْسالاً، فسمعوهُ حين استَقلَّتْ به ناَقتُهُ يُهلُّ، فقالوا: إنَّما أهَلَّ رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- حين استقلَّت بهِ ناقَتُهُ - ثم مضى رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-، فلمَّا علا على شرَفِ البيْداءِ أهلَّ، وأدْرَكَ ذلك منه أقوامٌ، فقالوا: إنَّما أَهلَّ حين علا على شرف البيداءِ، وايمُ اللَّهِ، لقد أوجبَ في مُصَلاَّهُ، وأهلَّ حين استقَلَّتْ به ناقَتهُ، وأهلَّ حين عَلا على شرفِ البيداءِ» .
قال سعيد بن جُبير: «فَمنْ أخذَ بِقولِ عبدِ الله بن عبَّاس: أهلَّ في مُصَلاَّه، إذا فرَغَ من رَكْعَتَيْه» . أخرجه أبو داود (¬1) . -[85]-
S (يوجِب) : أوجب الحج على نفسه، إذا باشر مقدِّماته كالإحرام والتلبية.
(أرسالاً) : جاء القوم أرسالاً، أي متتابعين قوماً بعد قوم.
(اسْتَقَلَّت) : به راحلته: أي نهضت به حاملة له.
¬__________
(¬1) في المناسك، باب وقت الإحرام، وأخرجه أحمد في المسند رقم (2358) وفي سنده خصيف بن عبد الرحمن الجزري أبو عون الحضرمي الحراني، وهو صدوق سيء الحفظ، خلط بآخره، كما قال الحافظ في " التقريب ": وفيه أيضاً محمد بن إسحاق، ولكنه صرح بالتحديث، وباقي رجاله ثقات.
Mضعيف: أخرجه أحمد (1/260) (2358) . وأبو داود (1770) قال: ثنا محمد بن منصور.
كلاهما عن (أحمد، ومحمد بن منصور) قالا: ثنا يعقوب (يعني ابن إبراهيم) قال: ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: ثنا خصيف بن عبد الرحمن الجزري، عن سعيد بن جبير، فذكره.
قلت: فيه خصيف، وهو ضعيف.

الصفحة 83