كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 4)

1989 - (ت) أبو رزين العقيلي - رضي الله عنه -: قال: «قلتُ: يا رسول الله، أيْنَ كان رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ خَلْقَهُ؟ قال: كان في عَمَاءٍ مَا تَحتَهُ هَواءٌ، وما فَوقَهُ هَوَاءٌ، وَخَلَقَ عَرْشَهُ على الماءِ» .
أخرجه الترمذي، وقال: قال أحمد (¬1) : قال يزيد (¬2) : «العماءُ: أي ليس معه شيء» (¬3) .
S (في عماء) : العماء في اللغة: السحاب الرقيق، وقيل: الكثيف وقيل الضباب، ولابد في الحديث من حذف، تقديره: أين كان -[17]- عرش ربنا، فحذف كقوله تعالى: {هل ينظرون إلا أن يأتيَهم اللهُ في ظُللٍ من الغمام والملائكةُ} [البقرة: 210] أي: أمر الله، ويدلك على هذا المحذوف قوله تعالى: {وكانَ عَرْشُهُ على الماءِ} (¬4) [هود: 7] وحكي عن بعضهم «في عمى» مقصور، وهو كل أمر لا تدركه الفِطَن.
قال الأزهري: قال أبو عبيد: إنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عنهم، وإلا فلا ندري كيف كان ذلك العماء، قال الأزهري: فنحن نؤمن به ولانكيفه بصفة.
¬__________
(¬1) هو أحمد بن منيع بن عبد الرحمن أبو جعفر البوغي الأصم.
(¬2) هو يزيد بن هارون أحد مشايخ شيوخ الترمذي من رواة الحديث.
(¬3) رقم (3108) في التفسير، باب ومن سورة هود، وأخرجه أيضاً ابن ماجة رقم (182) في " المقدمة "، باب فيما أنكرت الجهمية، وأحمد في " المسند " 4 / 11 و 12، وفي سنده وكيع بن عدس، أو - حدس - لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، ومع ذلك فقد حسنه الترمذي وغيره.
(¬4) هذا على مذهبه في تأويل الصفات، ومذهب السلف الصالح: عدم هذا التقدير، وأنها على مراد الله، لا يعلم حقيقتها إلا الله.
Mضعيف: أخرجه أحمد (4/11) قال: حدثنا يزيد بن هارون. وفي (4/12) قال: حدثنا بهز «ابن ماجة» (182) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن الصباح، قالا: حدثنا يزيد بن هارون و «الترمذي» (3109) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا يزيد بن هارون - كلاهما - يزيد، وبهز- عن حماد بن سلمة، قال: أخبرني يعلى بن عطاء عن وكيع بن حدس، فذكره.
قلت: فيه وكيع بن حدس، لم يوثقه غير ابن حبان، وقال عنه ابن القطان: مجهول الحال.

الصفحة 16