الباب الثاني: في أقسام الدعاء، وفيه قسمان
القسم الأول: في الأدعية المؤقتة والمضافة إلى أسبابها، وفيه عشرون فصلاً
الفصل الأول: في ذكر اسم الله الأعظم وأسمائه الحسنى
2141 - (ت د) بريدة - رضي الله عنه -: أَنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-: «سَمِعَ رَجُلاً يقول: اللَّهمَّ إِني أسألُكَ بأني أَشْهَدُ أنَّكَ أنْتَ اللهُ، لا إلهَ إلا أنتَ، الأحَدُ الصَّمَدُ، الذي لم يَلِدْ ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً أحَدٌ، فقال: والذي نفسي بيده، لقد سأل اللهَ باسمه الأَعظَمِ، الذي إِذا دُعِيَ به أجابَ، وإِذَا سُئِلَ بِهِ أعْطَى» . هذه رواية الترمذي.
وفي رواية أبي داود: «بَاسْمِهِ الذي إذا سُئِلَ به أعطى، وإذا دُعيَ به أَجابَ» (¬1) . -[170]-
وذكر رزين رواية قال: «دَخَلْتُ مَعَ رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- المسجدَ عِشَاء، فإذا رجلٌ يقرأٌ ويَرْفَعُ صَوتَهُ، فَقُلْتُ: يا رسولَ الله، أَتَقُولُ: هَذَا مُرَاءٍ؟ [قال] : بل مُؤمِنٌ مُنيبٌ، قال: وأبو موسى الأشعري يَقرَأُ، ويَرفَعُ صَوتَهُ، فَجَعَلَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم- يَتَسَمَّعُ لِقِرَاءتِهِ، ثم جَلَسَ أبو موسى يَدْعُو، فقال: اللَّهُمَّ إني أُشْهِدُكَ أَنَّكَ أنْتَ اللهُ، لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ، أَحَداً صَمَداً، لم يَلد ولم يُولَدْ، ولم يكن له كُفُواً أحَدٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: لقد سَألَ اللهَ بِاسْمِهِ الذي إِذَا سُئِلَ بِهِ أَعطَى، وإذا دُعِيَ بِهِ أجَابَ، قلتُ: يا رسولَ الله، أُخْبِرُهُ بِمَا سَمِعتُ منك؟ قال: نعم، فَأخْبَرْتُهُ بِقولِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم- فقال لي: أَنت اليومَ لي أخ صَدِيقٌ، حَدَّثتني بحديث رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-» (¬2) .
S (مُنيب) : أناب الرجل: إذا رجع إلى الله تعالى تائباً.
¬__________
(¬1) رواه الترمذي رقم (3471) في الدعوات، باب رقم (65) ، وأبو داود رقم (1493) في الصلاة، -[170]- باب الدعاء، وإسناده صحيح، وحسنه الترمذي، وقال المنذري في " الترغيب والترهيب " 2 / 274 في الطبعة المنيرية: قال شيخنا الحافظ أبو الحسن المقدسي: وإسناده لا مطعن فيه، ولم يرد في هذا الباب حديث أجود إسناداً منه، والحديث رواه أيضاً أحمد في " المسند "، وابن ماجة، وابن حبان في صحيحه، والحاكم وغيرهم.
(¬2) وأورد رواية رزين هذه من حديث بريدة رضي الله عنه الخطيب التبريزي في " مشكاة المصابيح " رقم (2293) ، طبع المكتب الإسلامي.
Mصحيح: أخرجه أحمد (5/349) قال: حدثنا عثمان بن عمر. وفي (5/350) قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وفي (5/360) قال: حدثنا وكيع. وأبو داود (1493) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. وفي (1494) قال: حدثنا عبد الرحمن بن خالد الرقي، قال: حدثنا زيد بن الحباب. وابن ماجة (3857) قال: حدثنا علي بن محمد، قال: حدثنا وكيع. والترمذي (3475) قال: حدثنا جعفر ابن محمد بن عمران الثعلبي الكوفي، قال: حدثنا زيد بن حباب. والنسائي في الكبرى «تحفة الأشراف» (1998) عن عبد الرحمن بن خالد، عن زيد بن حباب «وزاد في آخره» أي زيد بن الحباب: فحدثته زهير ابن معاوية، فقال: حدثنا سفيان بهذا الحديث عن مالك بن مغول. قال: «أي زهير» وسمعت أبا إسحاق يحدث به عن مالك بن مغول. وأخرجه النسائي في الكبرى أيضا عن عمرو بن علي، عن يحيى.
ستتهم (عثمان، ويحيى، ووكيع، وزيد، وسفيان، وأبو إسحاق) عن مالك بن مغول، عن ابن بريدة، فذكره.