كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 4)

2022 - (خ م ت د) جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: قال: سمعتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- يقول: «يكونُ بَعدي اثْنا عشر أمِيراً، فقال كَلمة لَم أسْمَعها، فقال أبي: إِنَّهُ قال: كُلُّهُمْ من قُرَيشٍ» .
وفي رواية قال: «لا يَزالُ أمْرُ النَّاسِ مَاضِياً مَا وَلِيَهُمْ اثْنا عشر رَجُلاً، ثُمَّ تَكلَّمَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بكلمةٍ خَفِيَتْ عَليَّ، فَسَألتُ أبي: مَاذا قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-؟ فقال: قال: كُلُّهمْ من قريش» هذه رواية البخاري، ومسلم.
وفي أخرى لمسلم قال: انطلقتُ إلى رسولِ الله -صلى الله عليه وسلم- وَمَعي أبي، فَسَمِعتُهُ يقولُ: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عزيزاً مَنِيعاً إلى اثْني عَشَر خليفة» . فقال -[46]- كلمة أصمَّنِيها النَّاسُ (¬1) ، فقلتُ لأبي: ما قال؟ قال: «كُلُّهم من قريشٍ» .
وفي أخرى له قال: دَخَلْتُ مع أبي على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- فَسَمِعْتُهُ يقول: «إِنَّ هَذَا الأمرَ لا يَنْقَضِي حتى يَمْضِيَ فِيهِ اثنا عَشرَ خَليفة» قال: ثُمَّ تَكَلَّمَ بكلامٍ خَفِيَ عَليَّ، فقلت لأبي: ما قال؟ قال: «كُلُّهم من قريش (¬2) » . -[47]-
وفي أخرى: «لا يَزَالُ الإسلام عزيزاً إلى اثْني عشرَ خَليفة - ثم ذكر مثله» .
وفي رواية الترمذي قال: قال النبي- صلى الله عليه وسلم-: «يَكُونُ من بعدي اثنا عَشَرَ أمِيراً» قال: ثم تَكلم بشيءٍ لم أفْهَمْهُ، فَسألتُ الذي يَليني، فقال: «كُلُّهم من قُرَيشٍ» .
وفي رواية أبي داود قال: سَمِعتُ رسولَ الله- صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ قَائِماً حتَى يكونَ عليكم اثْنا عَشرَ خليفة، كلُّهُمْ تَجْتَمِعُ عليه الأُمَّةُ» فَسَمِعتُ كلاماً من النبي- صلى الله عليه وسلم- لم أفْهمْهُ، فقلتُ لأبي: ما يقول؟ قال: «كلُّهم من قُرَيش» .
وفي أخرى قال: «لا يَزَالُ هذا الدِّينُ عَزِيزاً إلى اثني عَشَرَ خليفة» قال: فَكَبَّرَ الناسُ وضَجُّوا، ثُمَّ قال كَلِمة خفيفَة ... وذكر الحديث» .
وفي أخرى بهذا الحديث: وزاد: «فَلَمَّا رَجَعَ إلى مَنْزِلِهِ أَتَتْهُ قُريشٌ فقالوا: ثُمَّ يَكُونُ ماذا؟ قال: «ثم يكونُ الهَرْجُ» (¬3) .
¬__________
(¬1) في مسلم المطبوع: صمنيها. قال النووي في " شرح مسلم ": هو بفتح الصاد وتشديد الميم المفتوحة أي: أصموني عنها فلم أسمعها لكثرة الكلام، ووقع في بعض النسخ " صمتنيها الناس " أي: أسكتوني عن السؤال عنها.
(¬2) قال النووي في " شرح مسلم ": قال القاضي: قد توجه هنا سؤالان.
أحدهما: أنه قد جاء في الحديث الآخر: " الخلافة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً " وهذا مخالف لحديث الاثني عشر خليفة، فإنه لم يكن في ثلاثين سنة إلا الخلفاء الراشدون الأربعة، والأشهر التي بويع فيها الحسن بن علي؟ . قال: والجواب عن هذا: أن المراد في حديث " الخلافة ثلاثون سنة " خلافة النبوة وقد جاء مفسراً في بعض الروايات: " خلافة النبوة بعدي ثلاثون سنة، ثم تكون ملكاً " ولم يشترط هذا في الاثني عشر.
السؤال الثاني: أنه قد ولي أكثر من هذا العدد.
قال: وهذا اعتراض باطل، لأنه صلى الله عليه وسلم لم يقل: لايلي إلا اثني عشر خليفة، وإنما قال: " يلي " فقد ولي هذا العدد، ولا يضر كونه وجد بعدهم غيرهم، هذا إن جعل المراد باللفظ: كل وال، ويحتمل أن يكون المراد: مستحقي الخلافة العادلين، وقد مضى منهم من علم، ولابد من تمام هذا العدد قبل قيام الساعة، قال: وقيل: إن معناه: أنهم يكونون في عصر واحد، يتبع كل واحد منهم طائفة، قال القاضي: ولا يبعد أن يكون هذا، وقد وجد إذا تتبعت التواريخ، فقد كان في الاندلس وحدها منهم في عصر واحد - بعد أربعمائة وثلاثين سنة - ثلاثة، كلهم يدعيها ويلقب بها، وكان حينئذ في مصر آخر، وكان خليفة الجماعة، الخليفة العباسي ببغداد، سوى من كان يدعي ذلك في ذلك الوقت في أقطار الأرض، قال: ويعضد هذا التأويل: قوله في كتاب مسلم بعد هذا: " سيكون خلفاء فيكثرون، قالوا: فما تأمرنا؟ قال: فوا ببيعة الأول فالأول "، قال: ويحتمل أن المراد: من يعز الإسلام في زمنه، ويجتمع المسلمون عليه، كما جاء في " سنن أبي داود ": " كلهم تجتمع عليه الأمة " وهذا قد وجد قبل -[47]- اضطراب أمر بني أمية واختلافهم في زمن يزيد بن الوليد، وخرج إليهم بنو العباس، ويحتمل أوجهاً أخر، والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم.
(¬3) البخاري 13 / 181 في الأحكام، باب في الاستخلاف، ومسلم رقم (1821) في الإمارة، باب الناس تبع لقريش، والترمذي رقم (2224) في الفتن، باب ما جاء في الخلفاء، وأخرجه أيضاً أحمد في " المسند " 5 / 87 و 90 و 92 و 95 و 97 و 99 و 101 و 107 و 108.
Mصحيح: 1-أخرجه أحمد (5/88، 87) قال: حدثنا حماد بن أسامة، وفي (5 و87 و90) قال: حدثنا ابن نمير. وفي (5/93/و96) قال: حدثنا يونس بن محمد قال: حدثنا حماد (يعني ابن زيد) . و «عبد الله بن أحمد» (5/96) قال: حدثني خلف بن هشام البزار المقرئ، قال: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/99) قال: حدثني أبو الربيع الزهراني سليمان بن داود، وعبيد الله بن عمر القواريري، ومحمد بن أبي بكر المقدمي. قالوا: حدثنا حماد بن زيد. وفي (5/99) قال: حدثني سعيد بن يحيى بن سعيد الأموي قال: حدثني أبي. أربعتهم -حماد بن أسامة، وابن نمير، وحماد بن زيد، ويحيى بن سعيد - قالوا حدثنا مجالد بن سعيد.
2-وأخرجه أحمد (5/93) قال: حدثنا عبد الصمد، قال: حدثنا أبي. وفي (5/106) قال: حدثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: حدثنا حماد بن سلمة. و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا أبو معاوية. و «أبو داود» (4280) قال: حدثنا موسى بن إسماعيل، قال: حدثنا وهيب. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال: حدثني محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، قال: حدثنا زهير بن إسحاق. خمستهم - عبد الوارث، وابن سلمة، وأبو معاوية، ووهيب، وزهير - عن داود بن أبي هند.
3- وأخرجه أحمد (5/101) قال: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم.، و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. (ح) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي، قال: حدثنا أزهر. و «عبد الله بن أحمد» (5/98) قال: حدثنا محمد بن أبي بكر بن علي المقدمي، قال: حدثنا يزيد بن زريع. وفي (5/99) قال: حدثنا عبيد الله القواريري، قال: حدثنا سليم بن أخضر. أربعتهم - إسماعيل، ويزيد، وأزهر، وسليم - عن ابن عون.
ثلاثتهم - مجالد، وداود، وابن عون - عن عامر الشعبي، فذكره.
- ورواه سماك بن حرب، قال سمعت جابر بن سمرة. أخرجه أحمد (5/90، 95) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة وفي (5/90، 100، 106) قال: حدثنا بهز بن أسد، قال: حدثنا حماد بن سلمة وفي (5/92) قال: حدثنا أبو كامل، قال: حدثنا زهير. (5/4) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا زهير. وفي (5/108) قال: حدثنا عمر بن عبيد أبو حفص. و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا قتيبة ابن سعيد، قال: حدثنا أبو عوانة. (ح) وحدثنا هداب بن خالد الأزدي، قال حدثنا حماد بن سلمة. «الترمذي» (2223) قال: حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء، قال: حدثنا عمر بن عبيد الطنافسي. و «عبد الله بن أحمد» (5/99) قال: حدثني سريج بن يونس. عن عمر بن عبيد.
خمستهم (شعبة، وحماد، وزهير، عمر، وأبو عوانة) عن سماك بن حرب، فذكره.
ورواه عن الأسود بن سعيد الهمداني، عن جابر بن سمرة: أخرجه أحمد (5/92) : قال حدثنا هشام. و «أبو داود» (4281) قال: حدثنا ابن نفيل.
كلاهما (هاشم، وابن نفيل) قالا: حدثنا زهير، قال: حدثنا زياد بن خيثمة، عن الأسود بن سعيد. فذكره.
- ورواه عبد الملك بن عمير. قال: سمعت جابر بن سمرة:
1- أخرجه أحمد (5/92) . و «البخاري» (9/101) قال: حدثني محمد بن المثنى. كلاهما (أحمد، وابن المثني) قالا: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (5/107، 97) قال: حدثنا عبد الرحمن بن مهدي. وفي (5/101، 97) ، و «مسلم» (6/3) قال: حدثنا ابن أبي عمر. ثلاثتهم (عبد الرحمن، وأحمد، وابن أبي عمر) عن سفيان.
3-وأخرجه عبد الله بن أحمد (5/98) قال: حدثنا أبو جعفر محمد بن عبد الله الرزي قال: حدثنا أبو عبد الصمد العمي.
ثلاثتهم - شعبة، وسفيان، وأبو عبد الصمد - عن عبد الملك بن عمير، فذكره.
ورواه أبو خالد الوالبي. عن جابر بن سمرة وأخرجه أحمد (5/107) قال: حدثنا وكيع عن فطر، عن أبي خالد الوالبي، فذكره. ورواه حصين. عن جابر بن سمرة: أخرجه مسلم (6/3) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد. قال: حدثنا جرير. (ح) وحدثنا رفاعة بن الهيثم الواسطي، قال: حدثنا خالد (يعني ابن عبد الله الطحان) كلاهما جرير، وخالد) عن حصين، فذكره.
- ورواه عن أبي خالد، عن خالد بن سمرة: وأخرجه أبو داود (4279) قال: حدثنا عمرو بن عثمان، قال: حدثنا مروان بن معاوية عن إسماعيل، (يعني ابن أبي خالد) عن أبيه، فذكره.
- ورواه أبو بكر بن أبي موسى، عن جابر بن سمرة: وأخرجه الترمذي (2223) قال: حدثنا أبو كريب، قال: حدثنا عمر بن عبيد، عن أبيه، عن أبي بكر أبي موسى، فذكره.

الصفحة 45