كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 4)

2786 - (د س) عبد الله بن بريدة - رحمه الله -: أن رجلاً من أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم- رحل إِلى فَضَالة بن عُبيد، وهو بمصر، فَقَدِم عليه، فقال: إِني لم آتِكَ زائراً، ولكني سمعت أنا وأَنت حديثاً من رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: فرجوتُ أَن يكون منه عندك عِلمٌ، قال: ما هو؟ قال: كذا وكذا، قال: فَمالي أراك شَعِثاً وأنت أميرُ الأرض؟ قال: كان رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن كثير من الإِرْفَاه، قال: فمالي لا أرى عليكَ حِذَاء؟ قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمرنا أن نَحْتفيَ أَحياناً» . هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي عن عبد الله بن شقيق (¬1) ، قال: كان رجل من أَصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم- عاملاً بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شَعِثُ الرأس، مُشْعَانٌ، قلت: مالي أَراك مُشْعَانّاً، وأَنت أَمير؟ قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإِرْفاه، قلنا: وما الإِرفاه؟ قال: التَّرجيلُ كل يوم (¬2) .
S (مُشْعَان) : رجل مُشعان: منتفض الشعر، ثائر الرأس، بعيد العهد بالتسريح. -[680]-
(شَعِثاً) : الشعث: البعيد العهد بالغسل والنظافة.
(حذاء) : الحذاء: النعل.
(الإرفاه) : الاستكثار من الزينة والتنعم، وأصله من الرفه، وهو أن ترد الإبل كل يوم، ومنه أخذت الرفاهية.
(الترجيل) : [و] الترجل تسريح الشعر.
¬__________
(¬1) في الأصل: عبد الله بن سفيان، والتصحيح من سنن النسائي وكتب الرجال.
(¬2) رواه أبو داود رقم (4160) في الترجل، والنسائي 8 / 132 في الزينة، باب الترجل غباً، وإسناده صحيح.
Mأخرجه أحمد (6/22) . وأبو داود (4160) قال: حدثنا الحسن بن علي كلاهما - أحمد بن حنبل، والحسن بن علي - عن يزيد بن هارون قال: أخبرني الجريري، عن عبد الله بن بريدة، فذكره.
* أخرجه النسائي (8/185) قال: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثنا ابن علية، عن الجريري، عن عبد الله بن بريدة، أن رجلا من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يقال له: عبيد. قال: «إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان ينهي عن كثير من الإرفاه.» سئل ابن بريدة عن الإرفاه. قال: منه الترجل.
(*) قال أبو الحجاج يوسف بن الزكي المزي: وهو وهم، والصواب: فضالة بن عبيد «تحفة الأشراف» 7/صفحة (226) .
* وأخرجه النسائي (8/132) قال: أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد بن الحارث، عن كهمس، عن عبد الله بن شقيق، قال: كان رجل من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- عاملا بمصر، فأتاه رجل من أصحابه، فإذا هو شعث الرأس مشعان قال: مالي أراك مشعانا وأنت أمير؟ قال: «كان نبي الله -صلى الله عليه وسلم- ينهانا عن الإرفاه.» قلنا: وما الإرفاه؟ قال: «الترجل كل يوم.»

الصفحة 679