كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 4)

الفصل السادس: في أعوان الأئمة والأمراء
2058 - (د س) عائشة - رضي الله عنها -: قالت: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إِذَا أَرَادَ الله بالأمِيرِ خَيْراً جَعَلَ لَهُ وزِيرَ صِدْقٍ، إِنْ نَسيَ ذَكَّرَهُ، وإِنْ ذَكَرَ أَعَانَهُ، وإِذَا أرَادَ بِهِ غَيْرَ ذلك جَعَلَ له وَزيرَ سُوءٍ، إِنْ نَسيَ لم يُذَكِّرْهُ، وإن ذَكَرَ لم يُعِنْهُ» هذه رواية أبي داود.
وفي رواية النسائي: قالت: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَنْ وَليَ مِنكم عَمَلاً فَأرَادَ اللهُ بِهِ خَيراً، جَعَلَ له وَزيراً صالحاً، إنْ نَسِيَ ذَكَّرَهُ، وإنْ ذَكَرَ أعَانَهُ» (¬1) .
¬__________
(¬1) أبو داود رقم (2932) في الخراج والإمارة، باب في اتخاذ الوزير، والنسائي 7 / 159 في البيعة، باب وزير الإمام، وإسناده صحيح.
Mإسناده صحيح: أخرجه أحمد (6/70) قال: ثنا حسين بن محمد، قال: حدثنا مسلم - يعني ابن خالد -، عن عبد الرحمن بن أبي بكر. وأبو داود (2932) قال: حدثنا موسى بن عامر المري. قال: حدثنا الوليد. قال: حدثنا زهير بن محمد، عن عبد الرحمن بن القاسم. والنسائي (7/159) قال: أخبرنا عمرو بن عثمان. قال: حدثنا بقية. قال: حدثنا ابن المبارك، عن ابن أبي حسين.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن أبي بكر، وعبد الرحمن بن القاسم، وعمرو بن سعيد بن أبي حسين) عن القاسم بن محمد، فذكره.
2059 - (خ س) أبو سعيد الخدري، وأبو هريرة - رضي الله عنهما -: أنَّ -[74]- رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «مَا بَعَثَ اللهُ مِنْ نَبِيٍّ، ولا استَخْلَفَ مِن خَليفةٍ، إلا كانَتْ لَهُ بِطَانَتانِ: بِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالمعْرُوفِ، وَتَحُضُّهُ عليه، وَبِطَانَةٌ تَأْمُرُهُ بِالشَّرِّ، وَتَحُضُّهُ عليه، والمَعْصُومُ مَنْ عَصمَ اللهُ» . أخرجه البخاري (¬1) .
وأخرجه النسائي عن أبي هريرة وحدَه، وهذا لفظه: قال: قال رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-: «مَا مِنْ والٍ إلا وَلَهُ بِطَانتان: بِطَانَةٌ تَأمُرُهُ بِالمعروف، وتَنْهَاهُ عن المُنكرِ، وبِطَانَةٌ لا تَألُوهُ خَبَالاً، فَمَن وُقِيَ شَرَّهَا فقد وُقيَ وهو مِنَ التي تَغْلِبُ عليه منهما» (¬2) .
وأخرجه النسائي عن أبي سعيد أيضاً مثل حديث البخاري.
S (بطانتان) : بطانة الرجل: صاحب سره، وداخلة أمره الذي يشاوره في أحواله.
(لا تألوه خبالاً) : أي لا تقصر في إفساد أمره، و «الخبال» والخبل الفساد يكون ذلك في الأفعال والأقوال والأجسام.
¬__________
(¬1) 13 / 164 في الأحكام، باب بطانة الإمام وأهل مشورته من حديث أبي سعيد، والنسائي 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام.
(¬2) 7 / 158 في البيعة، باب بطانة الإمام، وفي سنده معمر بن يعمر الليثي أبو عامر الدمشقي، لم يوثقه غير ابن حبان، وباقي رجاله ثقات، وهو بمعنى حديث البخاري فهو حسن به.
Mصحيح: أخرجه أحمد (3/39) قال: حدثنا وهب «ابن جرير» ، قال: حدثنا أبي. وفي (3/88) قال: حدثنا علي بن إسحاق، قال: أخبرنا عبد الله. والبخاري (8/156) قال: حدثنا عبدان، قال: أخبرنا عبد الله. وفي (9/95) قال: حدثنا أصبغ، قال: أخبرنا ابن وهب. والنسائي (7/158) قال: أخبرنا يونس بن عبد الأعلى، قال: حدثنا ابن وهب.
ثلاثتهم - جرير بن حازم، وعبد الله بن المبارك، وابن وهب - عن يونس، عن الزهري، عن أبي سلمة ابن عبد الرحمن، فذكره.
- وحديث أبي هريرة رواه عنه بطوله أبو سلمة أيضا:
أخرجه أحمد (2/237) قال: ثنا الوليد، قال: ثنا الأوزاعي. قال: حدثني الزهري. وفي (2/289) قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل. قال: ثنا حماد بن سلمة. قال: حدثنا برد بن سنان. عن الزهري. والبخاري في «الأدب المفرد» (256) قال: ثنا آدم قال: ثنا شيبان أبو معاوية. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وأبو داود (5128) قال: حدثنا ابن المثنى. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير. قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. وابن ماجة (3745) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير، عن شيبان، عن عبد الملك بن عمير. والترمذي (2369) قال: حدثنا محمد بن إسماعيل. قال: حدثنا آدم بن أبي إياس. قال: حدثنا شيبان أبو معاوية. قال: حدثنا عبد الملك بن عمير. وفي (2822) قال: حدثنا أحمد بن منيع. قال: حدثنا الحسن بن موسى. قال: حدثنا شيبان، عن عبد الملك بن عمير. والنسائي (7/158) قال: أخبرنا محمد بن يحيى بن عبد الله. قال: حدثنا معمر بن يعمر. قال: حدثني معاوية بن سلام. قال: حدثني الزهري. وفي «تحفة الأشراف» (10/14977) عن محمد بن علي بن الحسن بن شقيق، عن أبيه، عن أبي حمزة السكري، عن عبد الملك بن عمير. (ح) وعن أبي علي محمد بن يحيى المروزي، عن عبد الله بن عثمان، عن أبي حمزة، عن عبد الملك بن عمير.
كلاهما (الزهري، وعبد الملك بن عمير) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، فذكره.
* أخرجه الترمذي (2370) قال: حدثنا صالح بن عبد الله قال: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج يوما وأبو بكر وعمر ... فذكر نحو هذا الحديث ولم يذكر فيه عن أبي هريرة. وحديث شيبان أتم من حديث أبي عوانة وأطول. وشيبان ثقة عندهم صاحب كتاب.
* رواية الزهري مختصرة على: «ما من وال إلا وله بطانتان. بطانة تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر، وبطانة لا تألوه خبالا. فمن وقي شرها فقد وقي، وهو من التي تغلب عليه منهما» .

الصفحة 73