كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 4)

2064 - (م) نافع - رحمه الله -: قال: لما خلعوا يزيدَ، واجتمعوا على ابنِ مُطيع، أتاه ابنُ عمر، فقال عبدُ الله بنُ مطيع: اطرحوا لأبي عبد الرحمن وِسَادة، فقال له عبدُ الله بنُ عمرَ: إني لم آتِكَ لأجلسَ، أتيتُك لأحَدِّثَكَ حديثاً، سمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم- يقول: «مَن خَلَعَ يَداً من طَاعةٍ، لقيَ اللهَ يوم القيامة، ولا حُجَّة له، ومن مات وليس في عُنقه بَيْعةٌ: مات مِيتَة جاهليَّة» . أخرجه مسلم (¬1) .
¬__________
(¬1) رقم (1851) في الإمارة، باب وجوب ملازمة جماعة المسلمين عند ظهور الفتن.
Mصحيح: أخرجه أحمد (2/111) (5897) قال: حدثنا إسحاق بن عيسى، قال: حدثنا ابن لهيعة، عن بكير. ومسلم (6/22) قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ العنبري، قال: حدثنا أبي، قال: حدثنا عاصم، وهو ابن محمد بن زيد، عن زيد بن محمد. (ح) وحدثنا ابن نمير، قال: حدثنا يحيى بن عبد الله بن بكير، قال: حدثنا ليث، عن عبيد الله بن أبي جعفر، عن بكير بن عبد الله بن الأشج.
كلاهما - بكير بن الأشج، وزيد بن محمد - عن نافع، فذكره.
- ورواه عنه أسلم دون ذكر قصة خلع يزيد:
أخرجه أحمد (2/83) (5551) و (2/154) (6423) قال: حدثنا عبد الملك بن عمرو. ومسلم (6/22) قال: حدثنا عمرو بن علي، قال: حدثنا ابن مهدي. (ح) وحدثنا محمد بن عمرو بن جبلة، قال: حدثنا بشر بن عمر.
ثلاثتهم (عبد الملك، وابن مهدي، وبشر بن عمر) قالوا: حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبيه، فذكره.
* أخرجه أحمد (2/70) (5386) قال: حدثنا حسن، قال: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار. وفي (2/93) (5676) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا خالد بن الحارث، قال: حدثتا محمد بن عجلان. وفي (2/97) (5718) قال: حدثنا يونس بن محمد، قال: حدثنا ليث، عن محمد بن عجلان. وفي (2/123) (6048) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا عبد الرحمن، يعني ابن عبد الله بن دينار. وفي (2/133) (6166) قال: حدثنا علي بن عياش، قال: حدثنا محمد بن مطرف.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن عبد الله بن دينار، ومحمد بن عجلان، ومحمد بن مطرف) عن زيد بن أسلم، عن ابن عمر، فذكره. لم يقل زيد «عن أبيه» .
2065 - (خ) - أبو وائل عبد الله بن بحير الصنعاني (¬1) - رحمه الله -: قال: قال عبد الله بن مسعود: لقد أتاني اليوم رجل، فسألني عن أمر؟ فما دَرَيْتُ ما أرُدُّ عليه، قال: «أرأيتَ رجلاً خرج مُؤْدِياً نشيطاً، يخرج مع أمرائنا في المغازي، فيُعزَم عليه في أشياء لا يحصيها (¬2) ؟ فقلت له: والله ما أدري ما أقول لك، إلا كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم-، فعسى أن لا يعزم علينا في أمر إلا مَرَّة، حتى يفعله (¬3) ، وإن أحدكم لن يزال بخير ما اتَّقى الله، وإذا شك -[79]- في نفسه شيء (¬4) سأل عنه رجلاً فشفاه منه، فأوشك أن لا تجدوه (¬5) ، والذي لا إله غيره ما أذكرُ ما غبرَ من الدُّنيا إلا كالثَّغَب شُرِبَ صفوه، وبقي كدَرُهُ» . أخرجه البخاري (¬6) .
S (مؤدياً) : يقال: رجل مؤد - بالهمز - إذا كان كامل الأداة، ذا قوة على ما يستعان به عليه (¬7) . والأداة: الآلة، وقد رواه بعضهم «مؤذناً» بالنون، من حسن القيام على الأمر.
(الغابر) : الذاهب والباقي، فهو من الأضداد (¬8) .
(الثَّغَب) : الموضع المطمئن في أعلى الجبل، يستنقع فيه الماء كالغدير.
¬__________
(¬1) " بحير " بفتح الباء الموحدة وكسر الحاء المهملة، ثم راء مهملة، أبو وائل القاص الصنعاني.
(¬2) أي لا يطيقها، كقوله تعالى: {علم أن لن تحصوه} .
(¬3) قوله: حتى يفعله، غاية لقوله: لا يعزم، أو للعزم الذي يتعلق به المستثنى وهو مرة.
(¬4) قال الحافظ في " الفتح ": وقوله: شك في نفسه شيء، من المقلوب، إذ التقدير: وإذا شك في شيء، أو ضمن " شك " معنى " لصق "، والمراد بالشيء: ما يتردد في جوازه وعدمه.
(¬5) أي: من تقوى الله أن لا يقدم المرء على ما يشك فيه حتى يسأل من عنده علم فيدل على ما فيه شفاؤه، والحاصل أن الرجل سأل ابن مسعود عن حكم طاعة الأمير، فأجابه ابن مسعود بالوجوب بشرط أن يكون المأمور به موافقاً لتقوى الله تعالى.
(¬6) 6 / 84 و 85 في الجهاد، باب عزم الإمام على الناس فيما يطيقون.
(¬7) قال الحافظ في " الفتح ": ولا يجوز حذف الهمزة منه لئلا يصير من أودى: إذا هلك.
(¬8) قال الحافظ في " الفتح ": وهو هنا محتمل للأمرين، قال ابن الجوزي: هو بالماضي هنا أشبه، كقوله: ما أذكر.
Mصحيح: أخرجه البخاري (7/139) عن عثمان، عن جرير، عن منصور بن المعتمر، عن أبي وائل، فذكره. راجع «تحفة الأشراف» (7/57) (9306) .

الصفحة 78