كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 5)

3021 - (خ م د ت) جابر بن عبد الله رضي الله عنهما - أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا أَطال أحدُكم الغَيْبَةَ فلا يَطْرُقَنَّ أَهلَه ليلاً» (¬1) .
وفي أخرى «نهى أن يَطْرُقَ أهله ليلاً» . زاد في رواية «لِئَلا يَتَخَوَّنَهُمْ، أَو يَطْلُبَ عَثَراتِهِم» .
قال عبد الرحمن بن مهدي عن سفيان: لا أدري هذا في الحديث أم لا؟ يعني: «أن يتخوَّنهم، أو يطلب عثَراتِهم» .
وفي رواية: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال له: «إذا جئت من سفر فلا تدخل على أهلك حتى تستَحِدَّ المغيبةُ، وتمتشِطَ الشَّعثَةُ وعليك بالكَيْسِ» . هذه روايات البخاري ومسلم. -[30]-
وفي رواية أبي داود قال: «كنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم- في سفر، فلما ذهبنَا لِنَدخُلَ، قال: أمْهِلُوا [حتى] لا ندخلَ ليلاً، لكي تمتشط الشَّعثِة، وتستحدَّ المُغيبة» .
وفي رواية له: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: «إن أَحسن ما دخل الرجل على أَهله إذا قَدِمَ من سفر: أوَّلُ الليل» وفي أخرى له، قال: «كان رسولُ - صلى الله عليه وسلم- يكره أن يأتيَ الرجل أهله طُرُوقاً» .
وفي رواية الترمذي: «أن رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- نَهاهم أن يطرُقوا النساء ليلاً» .
وفي أخرى له أَنه قال: «لا تَلِجُوا على المُغيبات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجري الدم» ، قلنا: ومنك؟ قال: «ومنِّي، ولكن الله أَعانني عليه، فأسْلمُ» . قال الترمذي: «قال سفيان بن عيينة: معنى أسلمُ» أي: أسلمُ أنا منه، فإن الشيطان لا يُسلِمُ قال: و «المُغيبات» جمع مغيبة، وهي التي زوجها غائب (¬2) .
وفي رواية ذكرها رزين، قال: «كان رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قفَل من غزاة أو سفر فوصل عَشِيَّة، لم يدخل حتى يُصبح، فإن وصل قبل أن يصبحَ، -[31]- لم يدخل إلا وقت الغداة، ويقول: أَمْهِلُوا، كي تمتشط التَّفِلَة الشَّعِثة، وتَستحِدَّ المغيبة» .
S (يطرقوا) : الطروق: أن يأتي الرجل المكان الذي يريده ليلاً.
(يَتَخَوَّنُهم) : التَّخَوُّن: طلب الخيانة والتهمة.
(تَسْتَحدُّ) : الاستحداد: حلق العانة، وهو استفعال من الحديد، كأنه استعمل الحديد على طريق الكناية والتورية.
(المُغِيبة) : التي غاب عنها زوجها.
(الشَّعِثَة) : البعيدة العهد بالغسل وتسريح الشعر والنظافة.
(الكَيْس) : الجماع، والكَيْس: العقل، فيكون قد جعل طلب الولد من الجماع عقلاً.
(التَّفِلَة) : امرأة تَفِلَة: إذا كانت غير متطيبة.
¬__________
(¬1) قال الحافظ في " الفتح ": التقييد فيه بطول الغيبة، يشير إلى أن علة النهي إنما توجد حينئذ، فالحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فلما كان الذي يخرج لحاجة مثلاً نهاراً ويرجع ليلاً لا يتأتى له ما يحذر من الذي يطيل كان طول الغيبة مظنة الأمن من الهجوم، فيقع للذي يهجم بعد طول الغيبة غالباً ما يكره، إما أن يجد أهله على غير أهبة من التنظيف والتزين المطلوب من المرأة فيكون ذلك سبب النفرة بينهما، قال: وإما أن يجدها على حالة غير مرضية، والشرع محرض على الستر، وقد أشار إلى ذلك بقوله: أن يتخونهم ويطلب عثراتهم، فعلى هذا من أعلم أهله بوصوله وأنه يقدم في وقت كذا مثلاً لا يتناوله النهي، قال الحافظ: وفي الحديث الحث على التواد والتحاب خصوصاً بين الزوجين، لأن الشارع راعى ذلك بين الزوجين مع اطلاع كل منهما على جرت العادة بستره، حتى إن كل واحد منهما لا يخفى عنه عيوب الآخر شيء في الغالب، ومع ذلك فنهى عن الطروق لئلا يطلع على ما تنفر نفسه عنه، فيكون مراعاة ذلك في غير الزوجين بطريق الأولى، قال: ويؤخذ منه أن الاستحداد ونحوه مما تتزين به المرأة ليس داخلاً في النهي عن تغيير الخلقة، وفيه التحريض على ترك التعرض لما يوجب سوء الظن بالمسلم.
(¬2) رواه البخاري 9 / 296 و 297 في النكاح، باب لا يطرق أهله ليلاً إذا أطال الغيبة مخافة أن يخونهم أو يلتمس عثراتهم، وفي الحج، باب لا يطرق أهله إذا بلغ المدينة، ومسلم رقم (715) في الإمارة، باب كراهة الطروق وهو الدخول ليلاً، وأبو داود رقم (2776) و (2777) و (2778) في الجهاد، باب في الطروق، والترمذي رقم (1172) في الرضاع، باب رقم (17) ورقم (2713) في الاستئذان، باب ما جاء في كراهية طروق الرجل أهله ليلاً.
Mصحيح: وعن الشعبي عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «لا تلجوا على المغيبات، فإن الشيطان يجري من أحدكم مجرى الدم، قلنا: ومنك؟ قال: ومني، ولكن الله أعانني عليه فأسلم» .
أخرجه أحمد (3/309) قال: حدثنا الحكم بن موسى - قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: وسمعته أنا من الحكم بن موسى - قال: حدثنا عيسى بن يونس. وفي (3/397) قال: حدثنا عبد الله بن محمد - قال عبد الله: وسمعته أنا من عبد الله بن محمد - قال: حدثنا حفص. والدارمي (2785) قال: أخبرنا محمد بن العلاء، قال: حدثنا أبو أسامة. والترمذي (1172) قال: حدثنا نصر بن علي، قال: حدثنا عيسى بن يونس.
ثلاثتهم - عيسى بن يونس، وحفص، وأبو أسامة - عن مجالد، عن الشعبي، فذكره.
قال الترمذي: هذا حديث غريب من هذا الوجه. وقد تكلم بعضهم في مجالد بن سعيد من قبل حفظه.
- وعن الشعبي، عن جابر، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: «إن أحسن ما دخل الرجل على أهله إذا قدم من سفر، أول الليل» .
أخرجه أبو داود (2777) قال: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: حدثنا جرير، عن مغيرة، عن الشعبي، فذكره.
- وعن أبي الزبير، عن جابر بن عبد الله الأنصاري، أنه قال: «نهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يطرق الرجل أهله ليلا» .
أخرجه أحمد (3/310) قال: حدثنا نصر بن باب، عن حجاج، وفي (3/395) قال: حدثنا سليمان ابن داود، قال: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، كلاهما - حجاج، وموسى بن عقبة - عن أبي الزبير، فذكره.
وعن محارب بن دثار، قال: سمعت جابر بن عبد الله، قال:
«كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يكره أن يأتي الرجل أهله طروقا» .
1- أخرجه أحمد (3/299) قال: حدثنا محمد بن جعفر، وحجاج (ح) وحدثنا عفان. والبخاري (3/9) قال: حدثنا مسلم بن إبراهيم. وفي (7/50) قال: حدثنا آدم. ومسلم (6/56) قال: حدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثنا محمد بن جعفر (ح) وحدثنا عبيد الله بن معاذ، قال: حدثنا أبي. وأبو داود (2776) قال: حدثنا حفص بن عمر، ومسلم بن إبراهيم.
سبعتهم (ابن جعفر، وحجاج، وعفان، ومسلم بن إبراهيم، وآدم، ومعاذ، وحفص بن عمر) قالوا: حدثنا شعبة.
2- وأخرجه أحمد (3/302) قال: حدثنا وكيع. وعبد بن حميد (1101) قال: حدثنا عمر بن سعد. والدارمي (2634) قال: أخبرنا محمد بن يوسف. ومسلم (6/56) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع. (ح) وحدثنيه محمد بن المثنى، قال: حدثنا عبد الرحمن، والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2577) عن عمرو بن منصور، عن أبي نعيم.
خمستهم - وكيع، وعمر بن سعد، ومحمد بن يوسف، وابن مهدي، وأبو نعيم - عن سفيان.
كلاهما - شعبة، وسفيان - عن محارب، فذكره زاد سفيان في روايته: «يتخونهم أو يلتمس عثراتهم»
وعن الشعبي، عن جابر بن عبد الله، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا دخلت ليلا فلا تدخل على أهلك، حتى تستحد المغيبة، وتمتشط الشعثة» ، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «فعليك بالكيس الكيس» .
1- أخرجه أحمد (3/298) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/303) قال: حدثنا هشيم. وفي (3/355) قال: حدثنا هاشم، قال: حدثنا شعبة. والبخاري (7/50) قال: حدثنا محمد بن الوليد، قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. ومسلم (6/55) قال: حدثني إسماعيل بن سالم، قال: حدثنا هشيم (ح) وحدثنا يحيى بن يحيى، قال: حدثنا هشيم. (ح) وحدثنا محمد بن المثنى، قال: حدثني عبد الصمد، قال: حدثنا شعبة، (ح) وحدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح بن عبادة، قال: حدثنا شعبة. وأبو داود (2778) قال: حدثنا أحمد بن حنبل، قال: حدثنا هشيم. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2342) عن أحمد بن عبد الله بن الحكم، عن غندر، عن شعبة.
كلاهما - شعبة، وهشيم - عن سيار أبي الحكم.
2- وأخرجه أحمد (3/396) قال: حدثنا عتاب، قال: حدثنا عبد الله، والبخاري (7/50) قال: حدثنا محمد بن مقاتل، قال: أخبرنا عبد الله. ومسلم (6/55) قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا محمد - يعني ابن جعفر -، قال: حدثنا شعبة. وفي (6/56) قال: حدثنيه يحيى بن حبيب، قال: حدثنا روح، قال: حدثنا شعبة. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (2343) عن بندار، عن غندر، عن شعبة. وعن قتيبة، عن أبي عوانة.
ثلاثتهم - عبد الله بن المبارك، وشعبة، وأبو عوانة - عن عاصم بن سليمان.
كلاهما - سيار أبو الحكم، وعاصم بن سليمان - عن الاشعبي، فذكره.
وعن نبيح العنزي، عن جابر، «أن النبي -صلى الله عليه وسلم- نهاهم أن يطرقوا النساء ليلا» .
أخرجه الحميدي (1297) قال: حدثنا سفيان. وأحمد (3/299) قال: حدثنا محمد بن جعفر، قال: حدثنا شعبة. وفي (3/308) قال: حدثنا سفيان. وفي (3/358) قال: حدثنا عبيدة. وفي (3/391) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا أبو عوانة، وفي (3/399) قال: حدثنا عفان، قال: حدثنا شعبة. والترمذي (2712) قال: حدثنا أحمد بن منيع، قال: حدثنا سفيان بن عيينة.
أربعتهم - سفيان، وشعبة، وعبيدة بن حميد، وأبو عوانة - عن الأسود بن قيس، عن نبيح العنزي، فذكره.

الصفحة 29