كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 5)

الفصل الثالث: في صلاة النوافل في السفر
4047 - (خ م ط د ت س) عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: قال: «صحبتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم-، فلم أرَه يُسبِّح في السَّفرِ، وقال الله تعالى: {لََقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حسنَةٌ} [الأحزاب: 21] » .
وفي رواية يزيد بن زُريع قال: «مرضتُ، فجاء ابنُ عمرَ يعودُني، فسألتُهُ عن السُّبْحة في السفر؟ فقال: صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- فما رأيتُه يُسبِّح، ولو كنتُ مسبِّحاً لأتْممتُ» . أخرجه البخاري ومسلم وللبخاري عن عاصم: «أنه سمعَ ابنَ عُمرَ يقول: صحبتُ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم- فكان لا يزيد في السفر على ركعتين، وأبا بكر وعُمرَ وعثمان كذلك» ، ولمسلم عن عاصم قال: «صلى النبيُّ - صلى الله عليه وسلم- بمنى صلاةَ المسافر، وأبو بكر، وعمر وعثمان ثماني سنين، أو قال: ست سنين، قال حفص: وكان ابن عمرَ يصلِّي بمنى ركعتين، ثم يأتي فراشه، فقلتُ لابنِ عمر: لو صلَّيتَ بعدها ركعتين؟ قال: لو فعلتُ لأتممت الصلاةَ» . وله في أخرى عنه قال: «صحبتُ ابنَ عمرَ في طريق مكةَ، قال: فصلَّى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه، حتى جاء رَحْله وجلس، وجلسنا معه، فحانت منه -[728]- التفاتة نحو حيثُ صلَّى، فرأى أُناساً قياماً، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يُسبِّحونَ قال: لو كنتُ مُسبِّحاً لأتممت صلاتي، يا ابن أخي، إني صحبتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- في السفر، فلم يزِدْ على ركعتين، حتى قبضه الله، وصحبتُ أبا بكر فلم يزدْ على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبتُ عُمرَ، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، ثم صحبت عثمانَ، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله، وقد قال الله تعالى: {لقد كان لكم في رسولِ الله أُسوةٌ حسنة} » . وفي رواية أبي داود نحو رواية مسلم هذه الآخرة.
وفي رواية الترمذي قال: «سافرت مع النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- وأبي بكرِ، وعمَرَ، وعثمانَ، كانوا يصلُّون الظهر والعصر ركعتين ركعتين، لا يصلُّون قبلها ولا بعدها، وقال ابنُ عمر: لو كنتُ مصلِّياً قبلها أو بعدَها لأتممتُها» . وفي رواية النسائي قال: «كنتُ مع ابن عمر في سفرِ، فصلَّى الظهر والعصر ركعتين، ثم انصرف إلى طُنْفُسة له، فرأى قوماً يُسبِّحون، فقال: ما يصنع هؤلاء قلت: يُسبِّحون، قال: لو كنتُ مصلِّياً قبلَها أو بعدَها لأتممتُها ... » وذكر الحديث نحو مسلم.
وفي رواية الموطأ «أن عبد الله بن عمر لم يكن يُصلِّي مع صلاة الفريضة في السفر شيئاً قبلَها ولا بعدَها، إلا من جوف الليل، فإنه كان يصلِّي على الأرض، وعلى راحلته حيث توجهت» (¬1) . -[729]-
S (أُسْوَة) : الأُسوة: القُدوة والأخذ بفعل الغير، فيها لغتان: كسر الأول وضمه.
¬__________
(¬1) رواه البخاري 2 / 476 في تقصير الصلاة، باب من لم يتطوع في السفر دبر الصلاة وقبلها، ومسلم رقم (689) في صلاة المسافرين، باب صلاة المسافرين وقصرها، والموطأ 1 / 150 في -[729]- قصر الصلاة، باب صلاة النافلة في السفر بالنهار والليل، وأبو داود رقم (1223) في الصلاة، باب التطوع في السفر، والترمذي رقم (544) في الصلاة، باب ما جاء في التقصير في السفر، والنسائي 3 / 122 و 123 في تقصير الصلاة، باب ترك التطوع في السفر.
Mصحيح:
1- أخرجه أحمد (2/24) قال: حدثنا وكيع. وفي (2/56) (5185) قال: حدثنا يحيى. وعبد بن حميد (827) عن شيخ له، قال: أخبرنا جعفر بن برقان. والبخاري (2/57) قال: حدثنا مسدد، قال: حدثنا يحيى. ومسلم (2/144) قال: حدثنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب. وأبو داود (1223) قال: حدثنا القعنبي. وابن ماجة (1071) قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد الباهلي، قال: حدثنا أبو عامر، والنسائي (3/123) قال: أخبرني نوح بن حبيب. قال: حدثنا يحيى بن سعيد. وابن خزيمة (1257) قال: حدثنا بندار، قال: حدثنا يحيى بن سعيد (ح) وحدثنا يحيى بن حكيم، قال: حدثنا يحيى بن سعيد.
خمستهم - وكيع، ويحيى، ويحيى بن سعيد، وجعفر بن برقان، وعبد الله بن مسلمة القعنبي، وأبو عامر العقدي - عن عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب.
2-وأخرجه البخاري (2/56) قال: حدثنا يحيى بن سليمان، قال: حدثني ابن وهب. ومسلم (2/144) قال: حدثنا قتيبة بن سعيد، قال: حدثنا يزيد، يعني ابن زريع.
كلاهما - ابن وهب، ويزيد بن زريع - عن عمر بن محمد.
كلاهما - عيسى بن حفص، وعمر بن محمد - عن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، فذكره.
* أخرجه ابن خزيمة (1259) قال: حدثنا محمد بن يحيى، قال: حدثنا أبو اليمان، قال: أخبرنا شعيب، عن الزهري، قال: أخبرني عاصم بن عبد الله، أن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب أخبره، أنه سأل عبد الله بن عمر عن تركه السبحة في السفر، فقال له عبد الله: لو سبحت ما باليت أن أتم الصلاة.

الصفحة 727