كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 10)
الكتاب الثالث: من حرف الفاء في الفتن والأهواء والاختلاف، ويشتمل على ستة فصول
الفصل الأول: في الوصية عند وقوع الفتن وحدوثها
7453 - (د ت) أبو أمامة الشعباني قال: سألتُ أبا ثعلبةَ الخُشَنيَّ - رضي الله عنه- قال: قلت: «يا أبا ثعلبةَ، كيف تقول في هذه الآية: {عَلَيْكُم أَنْفُسَكُم} ؟ [المائدة: 105] قال: أمَا والله لقد سألتَ عنها خبيراً، سألتُ عنها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم-، فقال: ائتَمِروا بالمعروف، وانْتَهُوا عن المُنْكَرِ، حتى إِذا رأَيتم شُحَّاً مُطَاعاً، وهوى مُتَّبَعاً ودُنيا مُؤثَرة، وإعجابَ كلِّ ذي رأي برأيِه، فعليكَ بنفسِكَ، ودَعْ عَنْكَ العَوَامَّ، فإن من ورائِكم أيامَ الصَّبْرِ، الصَّبْرُ فيهنَّ مثلُ القَبْضِ على الجَمرْ، للعاملِ فيهنَّ مثلُ أجر خمسينَ رَجُلاً يعملونَ مِثلَ عَمِلكُم» أخرجه الترمذي وأبو داود، وزاد أبو داود في حديثه: «قيل: يا رسول الله، أجرُ خمسينَ رجلاً منَّا، أو منهم؟ قال: -[4]- بل أجرُ خَمْسينَ رجلاً منكم» (¬1) .
S (الشُحُّ) : البخل الشديد، وطاعته: أن يتبع الإنسان هوى نفسه لبخله، وينقاد له.
(دنيا مؤثَرة) أي: محبوبة مشتهاة.
¬__________
(¬1) رواه الترمذي رقم (3060) في التفسير، باب ومن سورة المائدة، وأبو داود رقم (4341) في الملاحم، باب الأمر والنهي، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (4014) في الفتن، باب قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} ، وإسناده ضعيف، ولكن له شواهد يرتقي بها، وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، ورواه أيضاً ابن جرير وابن أبي حاتم والحاكم والبيهقي في " شعب الإيمان " وانظر " مجمع الزوائد " 7 / 282.
Mأخرجه البخاري في خلق أفعال العباد (155) قال: حدثنا به عبدان، عن عبد الله. وأبو داود (4341) قال: حدثنا أبو الربيع سليمان بن داود العتكي، قال: حدثنا ابن المبارك. وابن ماجة (4014) قال: حدثنا هشام بن عمار، قال: حدثنا صدقة بن خالد. والترمذي (3058) قال: حدثنا سعيد بن يعقوب الطالقاني، قال: حدثنا عبد الله بن المبارك.
كلاهما - عبد الله بن المبارك، وصدقة بن خالد - عن عتبة بن أبي حكيم، عن عمه عمرو بن جارية اللخمي، عن أبي أمية الشعباني، فذكره.
وقال الترمذي: هذا حديث حسن غريب.
الصفحة 3
783