كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 10)

7512 - (م د) أبو هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «مَنَعَتِ العراق دِرْهَمَها وقَفيزها، ومنعت الشامُ مُدْيهَا ودينارها، ومنعت مصر إِرْدَبَّها ودينارها، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم، وعدتم من حيث بدأتم» . شَهدَ على ذلك لَحْمُ أبي هريرة ودَمُهُ. أخرجه مسلم.
وفي رواية أبي داود قال: «منعت العراق قفيزها ودرهمها، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها، ومنعت مصر إِردَبَّها ودينارها، ثم عدتم من حيث بدأتم، ثم قالها زهير ثلاث مرات، شهد على ذلك لحمُ أبي هريرة ودمُه» (¬1) .
S (منعت) وأما قوله: «مَنَعَتْ» فله معنيان، أحدهما: أن النبي- صلى الله عليه وسلم- أخبر أنهم سيسلمون وسيسقط ما وظَّف عليهم بإسلامهم، فصاروا بإسلامهم مانعين ما كان عليهم من الوظائف، واستدل على هذا بقوله: «وعُدتم من حيث بدأتم» لأن بدءهم في علم الله وفي قضائه وقدره: أنهم سيسلمون، فعادوا -[54]- من حيث بدؤوا، والوجه الثاني: أنهم يرجعون عن الطاعة، ويعضده الحديث الذي أورده البخاري في «صحيحه» عن أبي هريرة قال: «كيف أنتم إذا لم تَجْبُوا ديناراً ولا دِرهماً؟ فقيل: وكيف تُرى ذلك كائناً؟ قال: إي والذي نفسي بيده عن قول الصادق المصدوق قيل: عمّ ذاك؟ قال: تُهتك حرمة الله وذمة رسوله فَيَشُدُّ الله على قلوب أهل الذمة فيمنعون ما في أيديهم» .
¬__________
(¬1) رواه مسلم رقم (2896) في الفتن، باب لا تقوم الساعة حتى يحسر الفرات عن جبل من ذهب، وأبو داود رقم (3035) في الخراج، باب في إيقاف أرض السواد وأرض العنوة.
Mصحيح: أخرجه أحمد (2/262) قال: حدثنا أبو كامل. ومسلم (8/175) قال: حدثنا عبيد بن يعيش، وإسحاق بن إبراهيم. قالا: حدثنا يحيى بن آدم بن سليمان مولى خالد بن خالد. وأبو داود (3035) قال: حدثنا أحمد بن يونس.
ثلاثتهم - أبو كامل، ويحيى بن آدم، وأحمد بن يونس - عن زهير بن معاوية، عن سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، فذكره.

الصفحة 53