كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 10)

7457 - (د) أبو ذر الغفاري- رضي الله عنه- قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا ذرّ، قلت: لَبَّيْكَ يا رسول الله وسعديك ... » فذكر الحديث كذا قال أبو داود، ولم يذكر لفظه، وقال فيه: «كيف أنت إذا أصابَ الناسَ موت يكون البيت [فيه] بالوَصيف؟ قلت: الله ورسوله أعلم - أو قال: ما خارَ الله لي ورسوله - قال: عليك بالصبر - أو قال: تَصْبرُ - ثم قال لي: يا أبا ذرِّ، قلت: لبيك وسعديك، قال: كيف أنت إذا رأيت أحجارَ الزيت قد غَرِقَتْ بالدَّم؟ قلت: ما خار الله لي ورسوله، قال: عليك بمن أنتَ منه، قلت: يا رسول الله: أفلا آخُذُ سيفي فأضَعُهُ على عاتقي؟ قال: شاركتَ القوم إذاً، قلت: فما تأمرني؟ قال: تَلْزَمُ بَيْتَكَ، قلت: فإِن دُخل على بيتي؟ قال: إن خشيت أن يَبْهَرَكَ شعاعُ السيف، فألقِ ثوبك على وجهك، يبوء بإثمِكَ وإثمِهِ» أخرجه أبو داود (¬1) . -[8]-
S (البيت) أراد بالبيت هاهنا: القبر.
(والوصيف) العبد: والوصيفة: الأمة، والمعنى أن الفتن تكثر، فتكثر القتلى، حتى إنه ليشترى موضع قبر يُدفن فيه الميت بعبد، من ضيق المكان عنهم، مبالغة في كثرة وقوع الفتن، أو أنه لاشتغال بعضهم ببعض وبما حدث من الفتن لا يوجد من يحفر قبر ميت ويدفنه، إلا أن يُعطيَ وصِيفاً أو قيمته.
(يَبْهَرك) ضوء باهر: يغلب عينك ويغشى بصرها.
(يبوء) باء بالإثم يبوء: إذا رجع به حاملاً له.
¬__________
(¬1) رقم (4261) في الفتن، باب في النهي عن السعي في الفتنة، ورواه أيضاً ابن ماجة رقم (3958) في الفتن، باب التثبت في الفتنة، وهو حديث حسن.
Mأخرجه أبو داود (4261 و 4409) قال: حدثنا مسدد. وابن ماجة (3958) قال: حدثنا أحمد بن عبدة.
كلاهما - مسدد، وأحمد بن عبدة - قالا: حدثنا حماد بن زيد، عن أبي عمران الجوني، عن المشعث بن طريف، عن عبد الله بن الصامت، فذكره.
* قال أبو داود: لم يذكر المشعث في هذا الحديث غير حماد بن زيد.
* وأخرجه أحمد (5/149) قال: حدثنا مرحوم. وفي (5/163) قال: حدثنا عبد العزيز بن عبد الصمد العمي.
كلاهما - مرحوم بن عبد العزيز، وعبد العزيز بن عبد الصمد - قالا: حدثنا أبو عمران الجوني، عن عبد الله بن الصامت، فذكره. ليس فيه المشعث.

الصفحة 7