كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 11)

بسم الله الرحمن الرحيم
حرف الميم
ويشتمل على ستة كتب
كتاب المواعظ والرقائق، كتاب المزارعة، كتاب المدح، كتاب المزح، كتاب الموت، كتاب المساجد
الكتاب الأول: في المواعظ والرقائق
8466 - (م ت) أبو إدريس الخولاني - رحمه الله- عن أبي ذَرّ أنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم- قال: - فيما روى عن الله تبارك وتعالى - أنه قال: «يا عبادي إني حَرَّمتُ الظُّلمَ على نفسي، وجعلتُه بينكم محرَّماً، فلا تَظَالموا، يا عبادي، كُلُّكم ضالٌّ إلا مَنْ هَدَيتُه، فاسْتَهدُوني أهْدِكم، يا عبادي، كُلُّكم جائع إلا مَنْ أطعمتُهُ، فاستطعِموني أُطْعِمْكم، يا عبادي، كُلُّكم عارٍ إلا مَنْ كَسوْتُه، فاستكْسُوني أكْسُكُمْ، يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أَغْفِرُ -[4]- الذُّنوبَ جميعاً، فاستغفروني أغفِرْ لكم، يا عبادي، إنَّكم لن تبلغُوا ضَرِّي فتَضُرُّوني، ولن تبلغوا نَفْعي فتنفعوني، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم وإنْسَكم وجِنَّكم، كانوا على أتْقَى قلب رجلٍ واحد منكم، ما زاد ذلك في مُلْكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، [كانوا] على أفجرِ قلب رجلٍ واحد منكم، ما نقص ذلك من ملكي شيئاً، يا عبادي، لو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وإنسَكم وجِنَّكم، قاموا في صعيدٍ واحد، فسألوني، فأعطيتُ كُلَّ إنسانٍ مسألتَهُ، ما نقص ذلك مما عندي إلا كما يَنْقُص المِخْيَطُ إذا أُدِخلَ البحرَ، يا عبادي، إنما هي أعمالُكم أُحصيها لكم، ثم أُوفّيكم إيَّاها، فمن وَجَدَ خيراً فليَحْمَدِ الله، ومن وجد غير ذلك فلا يَلُومَنَّ إلا نَفْسَهُ» .
وفي رواية عن أبي ذر نحوه، والأول أتم، أخرجه مسلم.
وفي رواية الترمذي عن عبد الرحمن بن غَنْم، عن أبي ذر، قال: قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم-: «يقول الله: كُلُّكم ضالٌّ إلا من هديتُ، فَسَلُوني الهُدَى أهْدِكم، وكُلُّكم فقير إلا من أَغْنَيْتُ، فَسَلُوني أَرْزُقْكُم، وكُلّكُم مُذنِب، إلا من عَافَيْتُ، فمن علِمَ منكم أني ذُو قُدرَةٍ على المغفرةِ فاستغفرني غفرتُ له ولا أُبالي، ولو أنَّ أوَّلَكم وآخرَكم، وحَيَّكم ومَيِّتَكم، ورَطبَكم ويابسَكم، اجتمعوا على أتقى قلبِ عبدٍ من عبادي، ما زاد [ذلك] في ملكي جناحَ بعوضة، ولو أنَّ أَوَّلكم وآخرَكم، وحيَّكم ومَيِّتكم، ورَطبَكُم -[5]- ويابِسَكم، اجتمعوا على أشقى قلب عبدٍ من عبادي، ما نَقَصَ ذلك من ملكي جناحَ بعوضة، ولو أنَّ أوَّلكم وآخرَكم، وحيَّكم ومَيِّتَكم، ورَطبَكم ويابسَكم، اجتمعوا على صعيد واحد، فسأل كلُّ إنسانٍ منكم ما بَلَغَتْ أُمْنِيَّتُه، فأعطيتُ كُلَّ سائلٍ منكم، ما نقص ذلك من ملكي إلا كما لو أنَّ أحدَكم مَرَّ بالبحر فغمس فيه إبرةً ثم رفعها إليه، ذلك بأني جَوَادٌ واجِدٌ ماجد، أَفْعَلُ ما أُريد، عطائي كلام، وعذابي كلام، إنما أمري لشيء إذا أردتُ أن أقول له: كن فيكون» (¬1) .
S (الصعيد) : وجه الأرض، وقيل: هو التراب وحدَه.
(المخيط) بكسر الميم [وإسكان الخاء] : الإبرة.
¬__________
(¬1) رواه مسلم رقم (2577) في البر والصلة , باب تحريم الظلم , والترمذي رقم (2497) في صفة القيامة، وباب رقم (49) , وهذا الحديث أصل عظيم من أصول الإسلام , قد اشتمل على قواعد عظيمة في أصول الدين , وهو من الأحاديث التي عليها مدار الإسلام , وقد شرحه العلماء وأفردوه بالتأليف وكان أبو إدريس الخولاني إذا حدث بهذا الحديث جثا على ركبتيه , وقال أحمد بن حنبل: ليس لأهل الشام حديث أشرف من هذا الحديث.
Mأخرجه البخاري في الأدب المفرد (490) قال: حدثنا عبد الأعلى بن مسهر (أو بلغني عنه) . ومسلم (8/16) قال: حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن بن بهرام الدارمي. قال: حدثنا مروان، يعني ابن محمد الدمشقي. في (8/17) قال: حدثنيه أبو بكر بن إسحاق. قال: حدثنا أبو مسهر.
كلاهما - عبد الأعلى بن مسهر أبو مسهر، ومروان بن محمد - قالا: حدثنا سعيد بن عبد العزيز، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولاني، فذكره.
وعن عبد الرحمن بن غنم. عن أبي ذر.
أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا عمار بن محمد ابن أخت سفيان الثوري، عن ليث بن أبي سليم. وفي (5/177) قال: حدثنا ابن نمير قال: حدثنا موسى -يعني ابن المسيب الثقفي-. وابن ماجة (4257) قال: حدثنا عبد الله بن سعيد. قال: حدثنا عبدة بن سليمان، عن موسى بن المسيب الثقفي. والترمذي (2495) قال: حدثنا هناد، قال: حدثنا أبو الأحوص. عن ليث.
كلاهما - ليث بن أبي سليم، وموسى بن المسيب - عن شهر بن حوشب، عن عبد الرحمن بن غنم، فذكره.
* أخرجه أحمد (5/154) قال: حدثنا هاشم بن القاسم. قال: حدثنا عبد الحميد. قال: حدثنا شهر. قال: حدثني ابن غنم. أن أبا ذر حدثه، عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إن الله عز وجل يقول: ياعبدي، ماعبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك. وياعبدي إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة مالم تشرك بي لقيتك بقرابها مغفرة» .
وقال أبو ذر: إن الله عزوجل يقول: «ياعبادي، كلكم مذنب إلا من أنا عافيته» ، فذكر نحوه. إلا أنه قال: « ... ذلك بأني جواد واجد ماجد إنما عطائي كلام» .
وعن أبي أسماء الرحبي، عن أبي ذر «عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيما يَروي عن ربه عز وجل: إني حرمت على نفسي الظلم» .
أخرجه أحمد (5/160) قال: حدثنا عبد الرحمن وعبد الصمد. ومسلم (8/17) قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن المثنى، كلاهما عن عبد الصمد بن عبد الوارث.
كلاهما - عبد الرحمن بن مهدي، وعبد الصمد بن عبد الوارث- قالا: حدثنا همام. قال: حدثنا قتادة، عن أبي قلابة، عن أبي أسماء، فذكره.

الصفحة 3