كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 11)

8468 - (م) خالد بن عمير العدوي - رحمه الله- قال: «خَطَبَنَا عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ وكان أميراً على البَصْرَةِ، فَحَمِدَ الله وأثنى عليه، ثم قال: أمَّا بعدُ، فإنَّ الدنيا قد آذَنَتْ بِصُرْم، وَوَلَّتْ حَذّاءَ، ولم يَبقَ منها إلا صُبابةٌ كصبابةِ الإناءِ، يتصابُّها صاحبُها، وإنَّكم منتقلون منها إلى دارٍ لا زوالَ لها، فانتقِلُوا بِخَيْر ما بِحَضْرَتِكُم، فإنه قد ذُكِر لنا: أن الحجَر يُلقى من شَفِيْر جهنم، فيهوي فيها سبعين عاماً، قبل أن ينتهيَ إلى قَعْرها، وقال: لا يُدْرِكُ لها قعراً، والله لَتُملأنَّ، أفعجبتمُ؟ ولقد ذُكِر لنا أنَّ ما بين -[7]- مِصْراعين من مصاريع الجنة: مَسِيرةُ أربعين عاماً، وليأتَينَّ عليه يوم وهو كظيظٌ من الزِّحام، ولقد رأيتُني سابعَ سبعة مع رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم-، ما لنا طعام إلا وَرَقُ الشجر، حتى قَرِحَتْ أشْدَاقُنَا، والتقطتُ بُرْدة، فشققتُها بيني وبين سعد بن مالك، فاتَّزَرْتُ بنصفها، واتَّزرَ سَعد بنصفها، فما أصبح اليومَ منا أحدٌ إلا أصْبَحَ أميراً على مِصْرٍ من الأَمصار، فإني أعوذ بالله أن أكونَ في نفسي عظيماً، وأنا عند الله صغير، وإنَّه لم تكن نُبُوَّةٌ قَطُّ إلا تَناسَخَت حتى تكونَ عاقِبَتُها مُلْكاً، وسَتَخْبُرون وتُجرِّبون الأمراءَ بعدَنا» . أخرجه مسلم (¬1) .
S (آذنت بِصُرم) الصرم: القطع، و «آذنت» أعلمت.
(حَذَّاءَ) : منقطعةً، ومنفصلة.
(صُبَابة) الصُبابة: الماء القليل يبقى في الإناء ونحوه.
(شفير) شفير الوادي والجبل: حافَّته وجانبُه.
(كظيظ) موضع كظيظ: ضيق من كثرة الزحام.
¬__________
(¬1) رقم (2967) في الزهد في فاتحته.
Mصحيح:
1- أخرجه أحمد (4/174و 5/61) قال: حدثنا وكيع، قال: حدثنا قرة بن خالد. وفي (4/174) قال: حدثنا بهز بن أسد. قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (5/61) قال: حدثنا إسماعيل، قال: حدثنا أيوب. ومسلم (8/215) قال: حدثنا شيبان بن فروخ، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. وفي (8/216) قال: حدثني إسحاق بن عمر بن سليط، قال: حدثنا سليمان بن المغيرة. (ح) وحدثنا أبو كريب محمد بن العلاء قال: حدثنا وكيع، عن قرة بن خالد. والنسائي في الكبرى تحفة الأشراف (9757) عن سويد بن نصر، عن عبد الله بن المبارك، عن سليمان بن المغيرة.
ثلاثتهم - قرة، وسليمان، وأيوب - عن حميد بن هلال العدوي.
2-وأخرجه ابن ماجة (4156) قال: حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا وكيع، عن أبي نعامة.
كلاهما - حميد بن هلال، وأبو نعامة - عن خالد بن عمير، فذكره.
* في رواية أحمد (5/61) قال: حدثنا وكيع. قال: حدثنا قرة، عن حميد بن هلال العدوي، عن رجل منهم يقال له خالد بن عمير. فقال أبو نعامة: سمعته من خالد بن عمير.
* قال أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: ماحدث بهذا الحديث غير وكيع، يعني أنه غريب.
* قال أحمد بن حنبل: أبو نعامة هذا عمرو بن عيسى، وأبو نعامة السعدي آخر أقدم من هذا، وهذا أكبر من ذاك.
* في رواية أيوب: «عن رجل» ، قال أيوب: أراه خالد بن عمير.
* أخرجه الترمذي: في الشمائل (374) قال: حدثنا محمد بن بشار قال: حدثنا صفوان بن عيسى، قال: حدثنا عمرو بن عيسى أبو نعامة العدوي، قال: سمعت خالد بن عمير، وشويسا أبا الرقاد، قالا: «بعث عمر بن الخطاب عتبة بن غزوان، وقال: انطلق أنت ومن معك حتى إذا كنت في أقصى أرض العرب، وأدنى بلاد أرض العجم، فأقبلوا حتى إذا كانوا بالمربد، وجدوا هذا الكذان، فقالوا: ماهذه؟ قالوا: هذه البصرة، فساروا حتى إذا بلغوا حيال الجسر الصغير فقالوا: ها هنا أمرتم فنزلوا..» فذكروا الحديث بطوله، فقال عتبة بن غزوان: «لقد رأيتني وإني لسابع سبعة مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-» ... الحديث.
* الروايات مطولة ومختصرة، واللفظ لمسلم.

الصفحة 6