كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 12)

رُقَيَّة
فإنَّ خديجة ولَدتها سنة ثلاث وثلاثين من الفيل بعد زينب، وكانت تحت عُتْبة بن أبي لهب، وأختها أمُّ كُلْثُوم تحت عُتَيْبَة أخيه، ولم يكونا دخلا بهما، فلمَّا نزلت {تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وتَبَّ} قال لهما أبو لَهَب: فارقا ابنتي محمد، ففارقاهما، فتزوَّج عُثْمَان بن عَفَّان رُقَيَّة بمكة، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة الهجرتين، وولدت له هناك عبد الله، وبه كان يُكْنَى في الجاهلية أبا عبد الله، فلمّا ولِدَ له ولد سمَّاه عبد الله.
ثم هاجرت إلى المدينة وماتت بها والنَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم- في غزوة بدر، ولأجل مرضها تخلَّف عثمان عن غزوة بدر.
وأما أم كُلثُوم
فإن خديجة ولدتها قبل فاطمة، وقال بعضهم: قبل رُقَيَّة، وكانت تحت عُتَيْبَة بن أبي لَهَب، ففارقها لما نزلت: {تَبَّتْ يَدَا أبي لَهَبٍ وَتَبَّ} ولم يكن دخل بها، ثم تزوَّجها عُثْمَان بعد موت أختها رُقَيَّة بالمدينة في سنة ثلاث، وماتت سنة تسع ولم تلد له.
روى عنها أنس بن مالك.
قالوا: وأكبر أولاد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- القاسم، ثم زينب، ثم رُقَيَّة، ثم عبد الله، ثم أمُّ كُلثوم، ثم فاطمة، ثم إبراهيم، وقيل: أكبرهم زينب، ثم القاسم، وقيل: إنَّ فاطمة أكبر من أم كلثوم، وقيل: زينب، ثم القاسم، ثم أمُّ كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية، ثم عبد الله وهو الطّيبُ والطّاهر، ثم إبراهيم.
قال ابن عبد البرّ: وهذا هو الصحيح (¬1) .
وقال ابن إسحاق: ولدت له خديجة زينب، ورُقَيَّة، وأمُّ كُلْثوم، وفاطمة، والقاسم، والطَّاهر، والطّيب، وأما القاسم والطّاهر، والطّيب فهلكوا في الجاهلية، وأما بناته فأدركن الإسلام وهاجرن.
¬__________
(¬1) الاستيعاب 12 / 275.

الصفحة 108