كتاب جامع الأصول (اسم الجزء: 12)

داود
هو دَاوُد بن إيشا من سبط يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم.
جمع الله له بين النُّبُوة والمُلك بعد أن كان راعياً. بينه وبين موسى خمسمائة وتسع وستون سنة، وقيل: تسع وسبعون، وعاش مائة سنة وأوصى إلى سُلَيمان.
إيْشا: بكسر الهمزة، وسكون الياء تحتها نقطتان، وبالشين المعجمة.
ويهوذا: بفتح الياء تحتها نقطتان، وضم الهاء، وبالذال المعجمة.
سليمان
هو سُلَيْمان بن داود بن إيشا. لم يَبْلُغ أحد من الأنبياء ما بَلَغَ مُلكُه، فإن الله سبحانه سَخَّرَ له الإنسَ والجِنَّ، والطَّيْرَ، والوَحْشَ، والرِّيح. وآتاه ما لم يؤتِ أحداً من العالمين.
وورث أباه داود في المُلْك والنُّبُوة، وقام بشريعته. وكل نبيّ جاء من بعد موسى ممن بُعث أو لم يُبعث فإنما كان يقوم بشريعة موسى إلى أن بُعِثَ المسيح عيسى فنسخها. وبينه وبين الهجرة نحو من ألف وثمانمائة سنة، واليهود تقول: ألف وثلاثمائة واثنتان وستون سنة، وقيل: إن بين موته ومولد النبيِّ - صلى الله عليه وسلم- نحواً من ألف وسبعمائة سنة، واليهود تنقص منها ثلاثمائة. وعاش نيفاً وخمسين سنة.
عيسى
هو كَلِمَة الله المَسيح عيسى بن مريم بنت عِمْران من أولاد دَاوُد، وسبط يهوذا، وهو من أولي العزم المرسلين.
أنزل الله عليه الإنجيل وأجرى على يده من المعجزات ما حَارَت له العُقول.
وأرسله وله ثلاثون سنة ولم يُرسِل أحداً كذلك، ورفعه إلى السماء وله ثلاث وثلاثون سنة، وبينه وبين إبراهيم ألفان وأربعمائة وتسعون سنة، وبينه وبين موسى ألف وتسعمائة وخمس وعشرون سنة. وبين مولده وبين الهجرة ستمائة وثلاثون سنة.
وكان ظهوره لخمس وستين سنة مضت من سني الإسكندر (¬1) .
¬__________
(¬1) وانظر تفنيد من زعم أنه ابن الله تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً: " الفصل في الأهواء والملل والنحل " لابن حزم، و " الجواب الصحيح لمن بدل دين المسيح " لشيخ الإسلام ابن تيمية، و " هداية الحيارى " لتلميذه ابن القيم، و " إظهار الحق " لرحمة الله الهندي، و " العقائد الوثنية في الديانة النصرانية " لمحمد طاهر التنير، و " محاضرات في النصرانية " لمحمد أبي زهرة. وقد كتب في سيرته صلى الله عليه وسلم عبد الحميد جودة السحار كتاباً أسماه " المسيح عيسى ابن مريم "، وعباس محمود العقاد " المسيح " وغير ذلك.

الصفحة 116